Subscribe Us

header ads

متشيل يضع حدا لمساعيه لتحقيق "سلام صعب" في الشرق الأوسط

قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة 13-5-2011 الاستقالة التي تقدم بها جورج متشيل من منصبه كموفد إلى الشرق الاوسط ،
 
وربما تكون هذه نهاية سيئة للرجل، فإبن المهاجر الايرلندي الفقير والام اللبنانية التي لم تتحدث الانكليزية، وصل الى زعامة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، ولم يكن مستحيلاً عليه ان يحلّ مشكلة ايرلندا الشمالية وعمرها ثلاثة قرون، لكن مشكلة الشرق الاوسط ستستمر وسيحاول الرئيس الاميركي باراك اوباما ايجاد حلّ لها بدون جورج متشيل، رجل المهمات الصعبة.
 
الاستقالة في الوقت الصعب


صورة ضوئية لخطاب استقالة ميتشيل

ذكر الرئيس الاميركي باراك اوباما في بيانه حول الاستقالة "إن متشيل قال لي عندما اخذ المهمة إنه سيصرف عليها عامين، وانا اشكره لانه فعل ذلك" ولم يشر البيان إلى اسباب شخصية أو صحية أو غيرها، بل أشار الى ان الولايات المتحدة "ملتزمة بعملية السلام في الشرق الاوسط والبناء على عمل جورج (متشيل) الدؤوب لتحقيق هذا الهدف".

تأتي استقالة متشيل في وقت مفصلي ان لم يكن عصيباً، فالفلسطينيون يستعدون للذهاب الى الجمعية العمومية للامم المتحدة لطلب الاعتراف الدولي بدولة فلسطين المستقلة، والاسرائيليون يهددون بردود فعل عنيفة على هذه الخطوة "الاحادية" وأكثر ما تحتاجه الادارة هو العودة الى المفاوضات وإمكان التوصل الى اتفاق اطار يؤخّر الطلب الفلسطيني او يعيد المفاوضات إلى مسارها.

وجاءت الاستقالة أيضا قبل زيارة لملك الاردن عبدالله الثاني يعقد خلالها قمة مع الرئيس الاميركي يوم الثلاثاء المقبل، ستركز على عملية السلام المتوقفة، وتسبق أيضاً زيارة لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو الى واشنطن يلقي فيها خطاباً امام جلسة مشتركة للكونغرس ويلتقي الرئيس الاميركي يوم الجمعة المقبل.

وتأتي التطورات قبيل خطاب مرتقب للرئيس الأميركي موجه الى العالم العربي والاسلامي من مبنى وزارة الخارجية الاميركية، ويتناول خلاله عن سياسة الولايات المتحدة تجاه ما يحدث من تغييرات في العالم العربي وايضاً عن عملية السلام.

سيكون هذا الخطاب بمثابة انطلاقة جديدة لباراك اوباما وسيكون جورج متشيل غائباً في هذا الحدث على اهميته القصوى، ويبدو أن من يعادون متشيل نجحوا أخيراً في التخلص منه.

مشكلة مع طرفي الصراع


يعرف أي دبلوماسي أن على الوسيط أن يكون محلّ ثقة الطرفين، ولم يكن الاسرائيليّون يوماً يثقون بالسناتور متشيل، بل كانوا يحمّلون الرجل جزءاً من "المسؤولية" عن فرض اوباما شرط وقف الاستيطان، ونظر الاسرائيليون إلى تعيين جورج متشيل، وليس شخصية قريبة منهم، على انه ابتعاد لاوباما عن اسرائيل واهمالاً لضمان أمنها.

عمل الرئيس الاميركي باراك اوباما على تفكيك هذه المخاوف الاسرائيلية بالتأكيد أن رئيس موظفي البيت الابيض (السابق) يهودي اسمه رام اسرائيل ايمانويل ثم نقل دنيس روس من وزارة الخارجية الى مجلس الامن القومي، ومع تقدّم دور دنيس روس، تراجع دور جورج متشيل، حتى ان روس زار اسرائيل اكثر من مرة منذ بداية العام ولم يزرها متشيل، بل كانت لديه زيارة مبرمجة في شهر مارس وتمّ الغاؤها.

اما الفلسطينيون فنظروا الى جورج متشيل كشخصية مستقلّة، بل انهم رحّبوا به وبخطوة تعيينه من قبل الرئيس الاميركي لانه "ليس مؤيّداً لاسرائيل"

لم يبق الامر على هذه الحال، بل إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في تصريح عنيف لمجلة "نيوزويك" منذ اسبوعين ان جورج متشيل كان يستمع اليه لكن عباس اكتشف ان المبعوث الاميركي لم يكن يبلغ الاسرائيليين بافكاره ومقترحاته، مع هذا التصريح بات جلياً ان السناتور متشيل فقد منذ حين ثقة طرفي النزاع.

الخطوة المقبلة


ربما نشاهد جورج متشيل في البيت الابيض خلال الاسبوع المقبل عندما يجتمع الرئيس اوباما بملك الاردن ورئيس وزراء اسرائيل لأن استقالته ستكون سارية اعتبارا من يوم 20 من هذا الشهر، ويحلّ مكانه بالوكالة نائبه دايفيد هايل.

جورج متشيل جاء بمعادلة تقول "ان اسرائيل تريد امناً، والفلسطينييون يريدون دولة، ولن يكون هناك أمن لاسرائيل بدون دولة فلسطينية، ولن تقام دولة فلسطينية بدون ضمان أمن اسرائيل" والخوف الأكبر ان تنحاز الآن الادارة الاميركية الى موقف يؤيّد أمن اسرائيل، وتبقى الدولة الفلسطينية حلماً معلّقاً.

إرسال تعليق

0 تعليقات