Subscribe Us

header ads

مهرجان "موازين" الغنائي المغربي يميط اللثام عن دورته العاشرة

لا يخلق اليوم في الأجندة الثقافية المغربية حدث، كل هذا الجدل المتصاعد، أكثر من مهرجان موازين، الذي بلغ دورة نهاية عقده الأول، بعد أن تربع بحسب القائمين عليه على عرش المهرجانات الغنائية في كل العالم العربي، ونجح في استقطاب الأسماء الغنائية الثقيلة الوزن على الصعيد العالمي التي لبت الدعوة من أجل ملاقاة الجمهور المغربي.

ودورة العام 2011 المرتقب ليلة افتتاحها يوم 20 من شهر مايو/ آيار المقبل، تأتي في سياق مختلف، بظهور حركة شباب العشرين من فبراير التي طالبت الفنانين العالميين بعدم الاستجابة لدعوات الحضور للغناء في منصات موازين في الرباط لأن أموال المغاربة تهدر في الحدث الغنائي الأهم في المغرب، وأيضا عقب رفع المغاربة في مسيرات سلمية في كل من العشرين من فبراير ومارس لوحات تطالب برحيل منير الماجدي، مدير الكتابة الخاصة للعاهل المغربي محمد السادس.

وفي حديث للعربية نت، قال محمود لمسفر، عضو إدارة مهرجان موازين، أن الدورة العاشرة المرتقب تنظيمها خلال شهر مايو المقبل، ستعرف تقديم ما أسماها بـ "هدية مغربية" من ناحية الفكرة، وبمشاركة عربية وذلك لكل العالم، تحت اسم "يوم الغد"، عبر مشاركة كل الفنانين العرب القادمين للغناء في مهرجان موازين في دورة 2011 مع الفنان العالمي كوينسي جونز، صاحب ملحمة we are the world، في ملحمة مشابهة باللغة العربية، كتبها كريم العراقي، ووضع ألحانها كاظم الساهر، وعمل على توزيعها كوينسي جونز.

وكشف محمود لمسفر، المكلف بالبرمجة العربية في مهرجان موازين، أن الملحمة الغنائية سيتم تصوريها خلال أسبوع تنظيم المهرجان، وستؤول مداخيل العمل إلى جمعيات الأطفال في الدول العربية، لتنضاف كحدث إلى موعد فني غير مسبوق، برمجه المهرجان، نضاف مشاركة الفنانين المغاربة والعرب في تقديم أغاني مشتركة في إطار ما يعرف بالديو الغنائي.

موقف ثقافي

وفي تعليقه على دعوات حركة شباب العشرين من فبراير، لإلغاء مهرجان موازين، شدد محمود لمسفر على أن جمعية مغرب الثقافات الجهة المنظمة للمهرجان، تعبر عن موقف ثقافي، وستقدم كشف الحساب المالي الخص بها، ردا على اتهامها بنهب الأموال العمومية، لافتا الانتباه إلى أن إدارة العاصمة الرباط تقدم دعما ماليا لموازين أقل من الدعم المقدم من مدن مغربية أخرى، مضيفا أن مدينة الرباط تستفيد على مدى السنوات الماضية من الرواج الموازي الذي تعرفه خلال أيام موازين، قبل أن يزيد في حديثه للعربية نت، بأن الثقافة ليست مجانية، ويجب تشجيعها، وهي من رموز الشعوب.

وذكر محمود لمسفر أن مهرجان موازين لعب دورا في تسويق الأغنية المغربية من خلال عمليات مزج ما بين مغنين مغاربة من مختلف الألوان الغنائية مع أسماء عالمية لها وزنها من أجل الوصول إلى مستوى تسويقي مقبول على المستوى العربي للأغنية المغربية.

لا علاقة للمهرجان بالدولة

وفي الندوة الصحافية لتقديم الدورة الـ 10 من مهرجان موازين، في قصر المؤتمرات في الصخيرات، في ضواحي الرباط، شددت جمعية مغرب ، التي ظهرت للوجود في العام 2001، على أن لا علاقة لها بالدولة، مطالبة رجال الأعمال المغاربة بدعمها لأنها تقدم موعدا سنويا يشرف المغرب بعاصمته الرباط من خلال التقيد بالمعايير العالمية للمهرجانات، لتنجح عقب عقد من الحياة أن تؤسس لنموذج في التدبير الخاص على المستوى المالي.

وذكرت إدارة مهرجان موازين على أنها بنت نموذجا الخاص في التسويق الفني على الصعيد العالمي من خلال التركيز على التنوع الثقافي والتسامح والانفتاح والجودة، كاشفة لأول مرة عن إحصائيات عن المهرجان لم يتم تقديمها من قبل، ففي 10 سنوات من عمر موازين تم تقديم 12 إبداعا موسيقيا جديدا على المنصة الغنائية العالمية، من خلال 746 عرضا على مدى 90 يوما بحضور 6583 فنان من 60 جنسية تمثل القارات الخمس.

وسجل عداد مهرجان موازين أن 70 مليون مشاهد تابعوا عروض المهرجان طيلة 1029 ساعة من الغناء، تغطي 10 سنوات كاملة، ووجدت لها مكانا في حوالي 6000 موضوعا منشورا في الصحافة، ولتسجل العاصمة الرباط غير المصنفة كوجهة سياحية ارتفاعا بلغ 14 في المائة خلال السنتين الأخيرتين في أرقام الرواج السياحي من قبل الراغبين في متابعة سهرات موازين والذي نجح كمهرجان في خلق نموذج اقتصادي، وفق تعبير إدارته، عبر تخصيص فضاءات للمشاهدة المجانية للسهرات بالتوازي مع مناطق يتم الأداء لدخولها قبالة المنصات.

جدل حول موزاين

مهرجان موازين الذي أصبح يثير جدلا متصاعدا في المغرب بحسب المراقبين بسبب مطالبة حركة شباب العشرين من فبراير بإلغاءه، ووجود مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك تنادي بتوقفه، وبعد صمت عن الرد، إدارة المهرجان تقدم تفاصيل الدورة العاشرة، التي تم تحديد تاريخ تنظيمها ما بين 20 و28 من شهر مايو المقبل، وعبر مداخلات مجموعة من أعضاءها، بحضور صحافي مغربي بارز، وعلى امتداد قرابة الـ 3 ساعات، دافعت جمعية مغرب الثقافات المنظمة لموازين عن التظاهرة نافية عنها تهمة الاستفادة من أموال يقول شباب حركة العشرين من فبراير إنها غير قانونية.

ويتواجد على رأس إدارة مهرجان موازين، منير الماجدي، مدير الكتابة الخاصة للعاهل المغربي، الذي طالبت مسيرات حركة العشرين من فبراير برحيله، وهو ما فسره مصدر من داخل إدارة المهرجان للعربية نت بكونه يراجع إلى تسلم شخصيات عمومية مغربية قريبة من دوائر صناعة القرار كبريات الأحداث الفنية، فعزيز أخنوش، وزير الفلاحة في الحكومة، يدير مهرجان تيميتار في مدينة أكادير، وأندري أزولاي مستشار العاهل المغربي يتواجد على رأس إدارة مهرجان كناوة في مدينة الصويرة، والأمير رشيد، شقيق العاهل المغربي يترأس المهرجان الدولي للفيلم في مراكش.

ومن الأسماء الغنائية العالمية، التي قالت إدارة موازين إنها نجوم كبيرة الحجم قبلت دعوة المهرجان، شاكيرا التي ستكون نجمة ليلة ختام الدورة العاشرة، ويوسف إسلام، وجو كوكر وليونيل ريتشي، وكوينسي جونز وكاني ويست، ومن العالم العربي، سيحل على منصة الغناء الشرقي كل من كاظ الساهر وصابر الرباعي وميادة الحناوي وراشد الماجد وكارول سماحة وحسين الجسمي وعمرو دياب، ومن الأسماء المغربية المتألقة عربيا، ستغني جنات مهيد وأسماء لمنور وحناء زلاغ، بالإضافة إلى الموسيقار المغربي عبد الوهاب الدكالي، مبدع مرسول الحب.

ومن قلب القارة الإفريقية، سيلتقي جمهور العاصمة الرباط ومن يزور المدينة خلال أيما الدورة، مع كل من يوسو ندور وساليف كيتا وتيكن جاه فاكوري وفيمي توكي وإيرنست رانغلان، هذا زيادة على أسناء أخرى ستترك بصماتها على منصات الغناء في موازين مثل روجر هودسون نجم الفرقة الشهيرة سوبر ترامب الذي سيغني مع الجوق الملكي المغربي للسيمفونية، والفنان الجزائري إيدير، بالإضافة إلى جوليان مارلي، وأرشد علي خان، وآخرون، دون أن تنسى إدارة مهرجان موازين ما تسمى بفنون الشارع التي تبحث سنويا عن تقديم أحسن الفرق للجمهور المغربي.

وقبيل انطلاق الندوة الصحافية لمهرجان موازين، وقفت 3 فتيات مغربيات من حركة شباب العشرين من فبراير عند المدخل الرئيسي لقصر المؤتمرات للتعبير عن رفض الحركة لتنظيم مهرجان موازين، وذلك في أول ندوة صحافية للمهرجان بعيدا عن الرباط حيث جرت العادة أن يتم تقديم دورات الحدث الفني الذي يقول النقاد إنه الأبرز مغربيا، داخل مركب فيلا الفنون الثقافي، ولم تستبعد مصادر تحدثت للعربية نت أن يكون التخوف من تنظيم حركة شباب العشرين من فبراير لوقفات احتجاجية خلال انعقاد الندوة وراء ترحيلها إلى مكان بعيد عن المدينة.

ولم يخف صحافيون مغاربة حضروا للندوة الصحافية عن إحساسهم بأن إدارة مهرجان موازين قامت بمرافعة للدفاع عن حسن سيرة الموعد الغنائي عقب الاتهامات الموجهة له والتي وجدت لها حضورا في الكتابات الصحافية المغربية مؤخرا، زيادة على سابقة تقديم فكرة موسعة عن الأغلفة المالية التي يتمشى بها موازين، وهو ما كانت إدارته ترفض الحديث عنه سابقا.

إرسال تعليق

0 تعليقات