أكد المشاركون فى المنتدى المصرى الأمريكى الذى استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن بعنوان "مصر إلى الأمام" إيمانهم بأن هذه لحظة فرص هائلة لمصر، وأن المنتدى ركز على التعرف على ماهية أكبر الفرص والتحديات التي ستواجه الأعمال التجارية في مصر الجديدة للتعرف على سبل التغلب عليها وحلها.
مصر وأمريكا
من جانبه قال خوسيه جورج فيرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الاقتصادية والطاقة والشئون التجارية
وأشار فى تصريحات - خلال مشاركته فى المنتدى الذى اختتم أعماله اليوم - إلى أن التحديات فى مصر، كما هو الحال فى تونس، تتمثل في القيام بإصلاحات للتخلص من تركه الماضي التي أوقفت نمو القطاع الخاص، بما في ذلك تسهيل بدء عمل الشركات التجارية والاستثمار وتسوية المنازعات، وحتى توفير فرص العمل، إضافة إلى القيام بذلك في ظل عجز الميزانية وعدم التناسق بين نظام التعليم وسوق العمل وتاريخ طويل من الاعتماد على الحلول التي تقودها الدولة.
وقال إنه رغم عودة الهدوء للشارع المصرى، إلا أن المخاوف والأفكار القديمة لازالت تلقى بظلالها، ولكن هناك قطاع خاص جديد أخذ في الظهور، يقوده أصحاب المشاريع من الشباب وكذلك الشركات الكبيرة.
وأكد خوسيه جورج فيرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الاقتصادية والطاقة والشئون التجارية أن الولايات المتحدة من جانبها تعمل على تعزيز القطاع الخاص المصري على عدة مستويات، واستعرض 4 أمثلة على ذلك، أولها تخطيط "مؤسسة الاستثمار الخاص الخارجي" لإنشاء "صندوق ضمان للقروض" على مدى 10 سنوات فى مصر، يمكنه توفير ما يصل إلى 700 مليون دولار من القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تدعم توفير أكثر من 50 ألف فرة عمل.
وأوضح أن وكالة التجارة والتنمية الأمريكية تخطط لحشد الشبكات الشريكة للتمويل المتناهى الصغر والخبرة والبنية التحتية الموجودة بالفعل للمساعدة على بدء أعمال تجارية جديدة، وزيادة حجم التبادل التجاري بين المؤسسات الحالية.
ونوه بأن "برنامج تنظيم المشاريع العالمية" في وزارة الخارجية الأمريكية يخطط للمساعدة في خلق ما يعرف بشبكات المستثمرين الجدد بتوفير تمويل أساسي ودعم تقني.
ولمشاركة الشركاء المتعددى الأطراف في تنمية القطاع الخاص في مصر، قال فيرنانديز إن وزارتى الخزانة والخارجية الأمريكيتين تعملان على دعم طلب مصر لتوجيه المصرف الأوروبي للتعمير والتنمية لتوسيع نطاق عمله كى يتمكن من القيام بنفس الدور الذي قام به في أوروبا الوسطى والشرقية قبل عقدين لدعم التحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ونوه بأن القطاع الخاص لا يمكنه أن يفعل ذلك بمفرده، ومن الضرورى أن يواكب ذلك قيام الحكومة المصرية بدورها في ضمان توفير مناخ وبيئة تمكين شركات القطاع الخاص من القيام بدورها.
وأشار على سبيل المثال إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أعلنت مؤخرا برنامج "التمويل المحلي للتنمية" الجديد الذى يسعى لربط وتوصيل الشركاء الذين يتشاركون نفس الأفكار لبحث كيفية تحسين الدول لحشد وتعبئة الموارد المحلية وتحسين الشفافية والتخفيف من الفساد كوسيلة لمساءلة الحكومات، مؤكدا على ضرورة توحيد ودعم الشركات لضمان ملكية الدول لعملية التنمية.
وقال خوسيه جورج فيرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الاقتصادية والطاقة والشئون التجارية لرجال الأعمال المشاركين فى المنتدى: "إننا نعتمد على قيادات شركات الأعمال أمثالكم كى يقدموا لنا المنظور وأسلوب الدعم والمعلومات التى يتوصلون إليها اللازمة للتأكد من أن هذه المبادرات صحيحة ومفيدة حقا للاقتصاد".
وأضاف أن موقف الولايات المتحدة يرتكز على تطوير وتعزيز القطاع الخاص بوصفه عنصرا أساسيا فى إستراتيجيتها الاقتصادية بالنسبة لمصر، منوها بأن مصر التى تتمتع بالازدهار ويدعمها نمو اقتصادى وقطاع خاص قوي ستكون مرساة للاستقرار في المنطقة.
وقال إن قصة مصر الاقتصادية لم تبدأ في 25 يناير، مشيرا إلى أن مصر حققت على مدى السنوات الخمسين الماضية خطوات كبيرة نحو انفتاح اقتصادها، وما تغير هو أن مصر أيقظت إمكانات وقدرات شعبها من الرجال والنساء والشباب لدفع عجلة النمو وجني ثمار ذلك، مشددا على أن الحكومة فى مصر والمجتمع الدولي يجب أن لا يستهينا بقيمة هذا المورد البشري، وهو شعب ليس فقط على استعداد للعمل بجد وابتكار كى يحقق النمو لبلاده، بل طالب بحقه للقيام.
وأكد أن الشعب المصرى مورد بشرى ينبغى إدراك قيمته والاستفادة من طاقاته إذا أريد منه المساهمة فى نمو بلاده، وهنا يأتى دور الحكومة ومجتمع الأعمال التجارية للعمل معها والقيام بدورهما، منوها بأن القطاع الخاص سيلعب دورا حاسما في توليد فرص العمل وحفز النمو والتأكيد على استمراره.
وشدد على أن هناك دور حيوى آخر للقطاع الخاص، وهو يتجسد فى المنتدى الذى تستضيفه العاصمة الأمريكية واشنطن بالمشاركة في الحوارات المفتوحة والبناءة التي سترسي أسس النماء والرخاء على المستوى الشخصى ومستوى شركات الأعمال ومستوى الدولة، حتى يمكن أن يكون هذا الرخاء مشتركا ومستداما.
وأعرب عن أمله فى أن يعتمد المنتدى على مناقشات صريحة وثاقبة وتتطلع إلى المستقبل، مشيرا إلى أن نقل المعرفة ليس عملية تصب فى اتجاه واحد، والمنتدى يعكس هذا المفهوم من جانب المشاركين الذين يمثلون مختلف القطاعات من العديد من الدول ويقدمون مختلف الخبرات.
0 تعليقات
111111111111111111111111111