Subscribe Us

header ads

العُصاب - داء مجهول السبب يؤدي للقلق والهلع والوسواس القهري

عندما يشعر الرجل بالخوف ولا يعرف السبب، وعندما تشعر المرأة دائماً بأن قلبها على وشك التوقف عن النبض علماً بأنه سليم، فإن هذه قد تكون أعراض ما جرت العادة بوصفه أنه داء "العُصاب"، وهو اضطراب عصبي وظيفي.
 
ورغم ذلك، لم يعد الأطباء النفسيون يستخدمون هذا المصطلح في أساليب التشخيص، بل يستخدمون بدلاً منه مصطلح اضطراب القلق العام أو اضطراب الهلع أو اضطراب الوسواس القهري، أو ما شابه ذلك.
تقول زابينه هربرتس، عضوة اللجنة التنفيذية بالجمعية الألمانية للطب والعلاج النفسي، إن "مفهوم العصاب ببساطة قد تطور تدريجياً، ولم يعد يستخدم هذا المصطلح في نظام التصنيف الحالي".
وتظهر أعراض الاضطرابات العصبية بطرق مختلفة. فبعض المرضى يجدون صعوبة في الابتلاع، أو يشعرون بغصة في الحلق. وآخرون يشعرون بحزن دون سبب واضح، أو يواجهون دائماً نفس المشكلات، أو يصابون بنوبات هلع دون سبب مفهوم.
وتقول هربرتس: "أكثر الأعراض انتشاراً هو الشعور بالقلق". وبينما يكون الشخص المريض على دراية بأنه يعاني من مشكلة ما، فإن القول له ألا يكون "سخيفاً الى هذا الحد"، لن ينفعه.

تقول نينا هاينريشس، وهي طبيبة نفسية متخصصة في علاج الأطفال والمراهقين بالعيادة الخارجية للأسرة والطفل في جامعة بيليفيلد الألمانية: "الحس السليم ليس كافياً للتغلب على مرض نفسي دائم"، حيث لا يمكن معه سوى علاج شخص مصاب بمرض عضوي. تتزايد الاضطرابات النفسية بصفة مستمرة، إذ إنها رابع أكثر الأسباب انتشاراً وراء عدم الأهلية للعمل والسبب وراء حالة بين كل ثلاث حالات للتقاعد المبكر.

والأخصائيون النفسيون هم الأطباء الذين يعالجون المصابين بالاضطرابات العصبية، والساعات الأولى التي يقضونها مع المريض تهدف إلى الإلمام بحالته وتحديد ما إذا كانت هذه الحالة تستلزم العلاج. وبعد هذه الجلسات الاختبارية، يقرر المريض ما إذا كان سيواصل العلاج مع الطبيب النفسي ويأتمنه على مخاوفه ورغباته.

ليس هناك تفسير عام لسبب تطور داء "العصاب". فاضطرابات القلق قد تنجم عن صراع نفسي دفين في اللاوعي بسبب مشكلات في الطفولة أو المرور بتجربة تركت جراحاً نفسية ولم يتمكن المريض من تجاوزها. كما أن المرور بصراع، في إطار علاقة شخصية على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالقلق.

يقول بيتر فالكاي، رئيس قسم الطب النفسي والعلاج النفسي في جامعة جوتنجن في ألمانيا: "تستمر الصراعات النفسية التي تنشب في مرحلة الطفولة أو المراهقة ولم يتم علاجها في التطور".

وعلى سبيل المثال، ذكر فالكاي مشكلات تسبب فيها أب قاس أو أم هستيرية. فالشخص الذي يواجه مشكلات مماثلة بعد البلوغ، مثل تلك التي واجهها أثناء طفولته، يستجيب لهذه المشكلات مثلما فعل في الصغر، ليصاب بالاكتئاب أو القلق.

ونظراً لأن الصراعات النفسية التي لم يتم علاجها تظل في اللاوعي، فإن العلاج النفسي التقليدي يجعل المريض يمر بلحظات مليئة بالمشكلات في حياته، ومن ثم يصبح مدركاً لتلك الصراعات، كي يتسنى التغلب عليها في النهاية.

وتتوقف فرص الشفاء على طبيعة الاضطراب ومدته. فتقول هيربرتس: "الفرص تكون جيدة للغاية بصورة عامة، لاسيما في ما يتعلق باضطرابات القلق". ورغم ذلك أضافت هربرتس أن التشخيص يزداد سوءاً كلما طالت مدة الاضطراب قبل العلاج.

إرسال تعليق

0 تعليقات