يرمز برج الحمل إلى الولادة أو الطفولة المتـفائـلة السعيدة أبدا , وكما الطفل ينسى العالم من حوله ويتـلهى بأصابع يديه وقدميه هكذا إنسان برج الحمل , نجده يدور في فلك ذاته مهتماً بحاجاته أولا ً وأخيراً , إذا سعى إلى شيء قام بالمستحيل من أجل الوصول إليه . العالم مهم في نظره بقدر ما هو مرتبط بكيانه ووجوده , هل هي الأنانية ؟ نعم إذا اعتبرنا الأطفال أنانيـين . والحقيقة أن هـذا الإنسان لا يعي تماما ما يفعل , انه بريء براءة الطفل الذي يشفع لتـلك العدائية التي عُرفت عنه.
براءة أم سذاجة ؟ لا فرق ! إنها الصفة التي تحفظه في مأمن من الخوف . إنسان برج الحمل لا يخشى أحداً أو شيئاً ما لم ينله الأذى فعلا ً , لكنه هنا أيضا ينسى بسرعة ويقع من جديد في التجربة . هو صادق غير مخادع ، يؤمن بالأشخاص والظروف ، ويكره الكذب على الرغم من تمسكه بالأحلام والأوهام . وهو إلى جانب ذلك نراه يرد على المشاكسة أو المجابهة بالصراخ والضجيج لجهله أسلوب اللف والدوران . من حسناته تعلّقه بالمثالية . يدافع عن مبادئه بكل قواه . وبما أنه حرّ الضمير والرأي نراه يحمل سيف الحق في يده ويحارب الغدر والظلم أينما وُجدا .
لنتساءل هل إنسان برج الحمل ضعيف حقا ؟ إن كان كذلك فضعفه من نوع خاص لأنه يُفضل الموت على الظهور بمظهر المقهور . إذا تألم بكى من الداخل . دموعه عزيزة لا تظهر إلاّ في حالات قليلة يفوق فيها ألمه حدّ الاحتمال .
في ميدان العمل مكانه القمة . إذا عاكسته الظروف ولم يبلغها ظهرت عليه بوادر النقمة والكرب , فهو يكره بشدة أن يكون تابعا ومرؤوساً .
يغلب على مواقفه التحرر والفردية . يجود بوقته وماله وممتلكاته وإن كان يفتقر إلى التواضع والرقة واللباقة . وهو أيضا قليل الصبر سريع الانتقاد . إذا وجد في مكان عام – مطعم أو مقهى أو فندق مثلا – لا يتردد في التذمر والشكوى وإن كان في النهاية يجزل العطاء دون حساب .
جرأة إنسان برج الحمل تدعو إلى الحيرة والاستغراب ؛ فبينما نراه يشق طريقه بعزم وثبات وتحد لجميع المخاطر نجده يرتعش وينكمش أمام الأوجاع الجسدية . مثلا , لا يذهب إلى عيادة طبيب الأسنان إلاّ مُكرها . ولما كان برج الحمل كثير التفاؤل فإنه يستطيع التغلب سريعا على الأمراض المزمنة والأوجاع الناجمة عن الكآبة والانقباض . ثم إنه , إلى جانب ذلك , نشيط دؤوب يحمل نفسه أكثر من طاقتها ولو وصل به الأمر إلى حدّ الانهيار .
من بين الصفات التي يفتقر إليها هذا الإنسان الدبلوماسية والتحايل واللباقة وإن كان غير مستبعد أن يحصل عليها مع الوقت وبعد تجارب عديدة قاسية . هذا ولا تأتيه الثروة بسهولة ولكنه كثيرا ما يعين غيره على جنيها . يندر أن يمتلك بيتا أو عقارا . إذا نضب المال بين يديه لا يشعر بالأسى لأن أهدافه كثيرة وليس المال أوّلها . ومع أنه محور نفسه إلاّ أنه يتمتع بروح دافئة معطاءة قلما توجد في الأبراج الأخرى . إذا خـُيـّر بين المال والشأن اختار الأخير . يحبّ المديح والثـناء ويحمل لواء الواقعية والمثالية في آن واحد . وهو أيضا سريع الغضب سريع النسيان والهدوء . يؤمن بالأعاجيب ويرفض الفشل . لديه طاقات عمل وكدّ ترهق المحيطين به . إذا أراد الهدوء والجد نجح في اكتسابهما ولكنه قلما يسعى إليهما قبل سن الشيخوخة أو على الأقل النضوج التام . إنسان برج الحمل أيضا ماهر في فرض آرائه على الآخرين , وفي كسب الرأي العام إلى جانبه , لكنه فاشل في السياسة . وإذا وُجد بعض مواليد هذا البرج بين كبار السياسيين العالميين اعتبر في الواقع في الأعمال التجارية والفنون الخلاقة والتخطيط والتصميم .
أما في ميدان الصداقة فهو محبّ وفيّ وكريم النفس واليد وخصوصا حين يلقى تجاوبا من الآخرين يهب من ماله وجهده ووقته ويتوقع الشكر والتقدير مقابل ذلك . من فضائله عدم التردد في إسداء الخدمات حتى لو لم ينل التقدير اللازم .
من شيمه الأخرى المواظبة والإقدام . مثله في ذلك مثل القائد الباسل الذي يتقدم الجند إلى ساحة القتال . طبيعته الصلبة تضمن له نجاحا أكيدا وحياة طويلة وزاخرة . إنه باختصار المشعل الذي ينير الطريق أمام جميع الذين يؤمنون مثله بالمبادئ والمثل .
هذا الطفل مُعرّض أكثر من غيره لبعض الحوادث الطارئة كالجروح والحروق والكدمات . وسبب ذلك فضوله الشديد الذي يحثه على اكتشاف المجهول . وهو يبكر في المشي والنطق وفي إظهار استـقلاله وفرديته ولكنه يمتاز أيضا بدفء العاطفة وبصراحة التعبير عنها . فكثيراً ما يندفع نحو من يحب ويأخذ في ضمه وتـقبيله بعنف وحماسة . وإذا لم يلق أي تجاوب انطوى على نفسه وأصبح إنساناً بارد المظهر والقــلب .
يكتسب طفل برج الحمل مع مرور الوقت مزاجا انفعاليا يُعبّر عن نفسه بالانــفجار بين الحين والآخر وإن كانت هذه الزوابع قصيرة الأمد . هو كريم الطبع يشارك الآخرين ألعابه وممتلكاته . يميل إلى الكسل بعض الشيء دون أدنى شعور بالخجل أو الارتباك . لا ينفع معه أسلوب الضغط أو التوبيخ . علاجه الأفضل التشجيع وبعث التحدي في نفسه .
خياله واسع وأحلامه متعددة . عاطفته في اشتعال دائم . تنطوي نفسه على المثالية والسذاجة والصلابة معا . يجيد دور القائد بين زملائه . يرفض الانصياع ويبتكر الأفكار والألعاب . يجب أن يُـنمّى فيه حبّ الطاعة منذ الصغر وإلاّ واجهته في الكبر مصاعب شتى ودروس في مُنتهى القسوة . قلبه الرقيق في تساؤل مستمر عن مدى حبّ الآخريـن له . وهو إلى جانب ذلك سخي , ينفق بكثرة ولا يتردد في منح صديقه آخر ما يملك . إذا تلقى الهدايا أسرع إلى لمسها وفحصها رافضا تركها إلى وقت آخر .
أكثر ما يُعذب هذا الطفل ويقلق راحته برود الآخرين وسلبيـّتهم . لكن ألمه وقتي , فهو ذو طبيعة صلبة كالألماس . يحب التخيّـل والمطالعة بقدر ما يهوى الاستطلاع والعمل الحقيقي . يحتاج إلى من يُلقنه المسؤولية , ومتى وجد المعلم الجيد تم الاقتباس بسرعة وسهولة عجيبتين . ينقاد إلى لغة المنطق وأسلوب المعاملة الشريفة . يتطلب الإطراء في البيت والمدرسة ويستوعب الطرق الإيجابية . تؤذيه البطالة ويُنعشه العمل الدؤوب . يعشق سير الأبطال الحقيقيين , وقصص الخيال والسحر أيضا . يحتاج إلى ساعات نوم كافية ليسترد نشاطه وحيويته .
إذا أحسنت تربية هذا الطفل شبّ إنسانا عظيما يسعى لتحقيق أصعب الأحلام وأكثرها ندرة .
لا تـنقصه الوسائل للتعبير عن حقيقة شعوره . الشرود والتنهدات والشعر . . . كل شيء جائز وممكن , المهم أن يكشف عن نفسه تماما وألا يبقى في منتصف الطريق , فأنصاف الحلول ليست من مبادئه .
الإخلاص رائده , لا يضاهيه في هذا الميدان أحد . وبما أن الصدق مبدأه يبقى مخلصا لمن يحب حتى في التفكير . أهدافه العاطفية تتسم بالنبل والجد متخطية العلاقة العابرة أو إشباع الغرائز . يتطلب من المرأة التي يحبّ مقابل ذلك البقاء عند حسن ظنه وبذل الجهود لإرضائه وجذبه والاحتفاظ به أطول مدة ممكنة , فإذا فشلت تركها وراءه وراح يبحث عن أخرى ترضي مزاجه العاطفي الجيّاش .
أي سلاح ينجح مع هذا الرجل؟ إذا لجأت المرأة معه إلى الغزل الصريح المكشوف هرب بعيدا آلاف الأميال. يهرب أيضا إذا نظرت إلى غيره من الرجال مجرد نظرة عابرة لأن من صفاته الرئيسية الغيرة وحب التملك . ومع أنه يتوقع من حبيبته الإخلاص التام إلاّ أنه يأبى – ولو ظاهريا – مبادلتها بالمثل . فهو مضطر – بحسب اعتقاده – إلى إقامة بعض العلاقات البريئة التي تفرضها مهنته ومكانته الاجتماعية .
هذا الرجل متمرد بطبيعته . يهوى تحدّي السلطة لاعتقاده أنه أذكى وأفصح من أربابها . كثيرا ما تحدث له المشاكل لعدم انصياعه لغيره ولتـفضيله دور السيد لا التابع . لا يُستبعد أن يحاول البعض تلقينه دروسا قاسية في التواضع والامتثال . وبهذه المناسبة يجدر بالمرأة التي يحبها رجل برج الحمل أن تقف دائما إلى جانبه ضد أعدائه وأن تحب من يحب وتكره من يكره . هذا إذا أرادت حقا الاحتفاظ به أطول مدة ممكنة .
قلنا من قبل أن مولود الحمل يجهل الكذب والتحايل ويتبع الأسلوب المباشر في جميع تحركاته وتصرفاته . في ميدان الحب مثلا يستحيل عليه التمثيل إذا هدأت عاطفته , لأن كل شيء فيه يُشير عندئذ إلى حقيقة شعوره : يظهر في صوته ونظراته البرود , ويغلفه الضجر وقلة الصبر . لكنه نبيل على الرغم من كل شيء . إذا حصل بينه وبين الحبيبة سوء تفاهم بادر إلى الاعتذار ولو كان الحق بجانبه . وفي الأوقات العادية يشبعها مديحا وثناء ويلازم سريرها في أوقات المرض ولا يتردد في الإنفاق عليها بسخاء بالغ . إنه يتمناها أنثى بكل ما في الكلمة من معان , وفي الوقت نفسه يُنمّي فيها روح الاستقلال والفردية , شرط ألاّ تتخطى حدودها وتتبوأ مكان الصدارة الذي هو من حقه وحده . وإن كان لا يعني تماما ما يقول . ولما كانت العواصف تمر عليه بسرعة مذهلة دون أن تترك أثرا يتوقع من حبيبته النسيان والمغفرة مهما بلغت درجة الأسى الذي سبّبه لها . إذا أمام مولود برج الحمل احتمالان لا غير : إمّـا أن يسود أو أن يترك البيت من غير عودة . وعلى زوجته بدورها ألاّ تكون سلبية أو خجولة أكثر من اللازم .
سخاء هذا الرجل لا يُضاهى . فهو لا يبخل على حبيبته بشيء مهما قلّت سبل العمل والمورد . خير لها إذا أن تمد يد المساعدة بدورها فتدخر ولو القليل لتفاجئه به عند الحاجة . وما أكثر أوقات الحاجة عند رجل برج الحمل . يكفي برهانا على ذلك إيمانه بالمثل القائل : " اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب " .
الرجل الحمل , كأب , عطوف محب يحدب على أولاده ويرعاهم ويؤمن لهم جميع فرص اللهو واللعب . يتجاذب معهم الأحاديث ويشاركهم الهوايات والرياضة والنزهات وغير ذلك . كثيرا ما يدعوهم إلى وجبة غداء أو عشاء في أفضل الأماكن العامة . والغريب أنه على الرغم من هذه العاطفة يكره أن تهمله زوجته في سبيلهم .
في استطاعة زوجته العمل خارج البيت . لا مانع لديه شرط أن تبقى محتفظة بأنوثتها وعذوبتها وتبعيتها له . أما استقلاله هو فأمر مقدس لا يحق لها مناقشته من قريب أو بعيد . غير أنها – إن كانت على شيء من الذكاء والفطنة – تستطيع التدخل في شؤونه في الوقت الملائم , وبالتالي أن توجهه بأسلوب لبق يشعره بأنه لا يزال السيد المطاع .
حالما يكتشف إنسان برج الحمل أنه فقد سيادته وسيطرته , سواء أكان ذلك في البيت أو في العمل , ينطوي على نفسه ويصبح عديم التفاؤل والحيوية . إنه لا ريب عنوان الرجولة الصحيحة , ويستحق نوعا مميزا من النساء . امرأته المفضلة تقف بين تلك التي لا تعرف من دنياها سوى النوادي والجمعيات وتلك التي تكتفي بحياكة الصوف في إحدى زوايا البيت . متى وجد ضالته المنشودة تحوّل إلى سيد المتيمين وجعل من حبيبته أسعد النساء قاطبة .
طبيعتها المستـقلة الانفرادية تتيح لها الاتكال على نفسها في مختلف الأعمال والواجبات اليومية . تشعر في قرارة نفسها أنها العنصر الأقوى فلا تتورع عن مصارحة الرجل بحقيقة شعورها وخصوصا إذا بدا من النوع البطيء المتردد . أما إذا جاءت المبادرة منه فلا يُستبعد أن تطلق ساقيها للريح لا كرها له بل خوفا منه على نفسها من سأم أو عبودية قد يهددانها في المستقبل . لديها طاقة احتمال ومقاومة عجيبة . في استطاعتها مواجهة جيش كامل في سبيل هدف أو إنسان تؤمن به وترغب في الحصول عليه . تجيز لنفسها جميع الأساليب والطرق . إذا فشلت المرة تلو المرة تابعت نضالها متحلية بالصبر والمثابرة , مؤمنة بالحكمة القائلة : " وإن غدا لناظره قريب " .
تستطيع هذه الإنسانة المكتملة الأنوثة أن تحاور وتعاتب وتداعب وتبكي بحرقة إذا لزم الأمر , كما تستطيع القيام بجميع أعمال الرجل إذا اقتضت الضرورة . من أفضل صفاتها الصدق والتفاؤل والإخلاص والعداء والإيمان بالغد . يرضيها من الرجل اعتدال العاطفة . لا تتمناه باردا كالثلج ولا متيما فاقد الكرامة . تمنحه احترامها إذا استحق دوت أن تسمح لشخصيتها أن تذوب في بوتقته . تطلب منه الكثير وتعطيه أضعاف ما تنال . سخية بمالها ووقتها , بخيلة إلى درجة الشح متى تعلّق الأمر بمن تحب . تأبى أن تفرط فيه أو أن يشاركها فيه أحد ولو بنظرة .
حبّها رهن برضاها . إذا مُسّت كرامتها تحوّلت نارها إلى صقيع ولهفتها إلى لا مبالاة . إلى جانب ذلك تــفضل معشر الرجال على النساء , ويسعدها التفاف المعجبين حولها . ولا يعني إيمانها بالتحرر أنها ترضى بأن تفرط فيمن تحبّ , فهي مخلصة صادقة ومندفعة في حبها لا تدفع رجلها إلى الشك أو الغيرة .
تميل امرأة برج الحمل على العمل , وتستطيع أن تبرز في مختلف الحقول والميادين . متى آمنت بعملها واعتادته أصبح من الصعب عليها أن تتركه حتى في سبيل من تحب . لها عدوان : الفراغ والبطــالة . ومع أنها ربة بيت ممتازة تجيد جميع الأعمال المنزلية إلاّ أنها تعتبر عملها هذا واجبا لا أكثر , وتعتقد أن هدفها في الحياة يتعدى ذلك إلى ما هو أنفع وأجدى .
حالتها الصحية ممتازة . قلما تشكو المرض أو التعب . وإن حدث لها شـيء تــتوقع من الآخرين – وخصوصا زوجها – العناية والاهتمام . وهي أم مثالية , ترعى أولادها وتعنى بنظافتهم وراحتهم , وتشاركهم اللعب والنزهات والأحاديث , ولكنها تفرض عليهم القوانين والأنظمة ولا تبالغ في تدليلهم , وهكذا ينمون نموا صحيحا لا أثر فيه للفساد أو الميوعة .
امرأة برج الحمل انفعالية , تفقد بسرعة سيطرتها على نفسها وتستعيد هدوءها بسرعة مماثلة . لا تترك العاصفة في نفسها أثرا للمرارة أو النقمة أو الشفقة على النفس . ابتسامتها أبدا مشرقة وتفاؤلها مستمر وإن كانت سريعة العطب بسبب صدقها وطيبتها , وإلى جانب ذلك تتمتع بقسط كبير من الإثارة . إذا ساعدها الحظ ولقيت الرجل الملائم تحوّلت إلى نعجة طيبة مسالمة وبات زوجها من أسعد الرجال .
المدير الحمل :
إن رجل برج الحمل في مركز الرئاسة رب عمل جاد وصلب لا يطيق الكسل ولا يغفر الإهمال . إذا أراد موظفوه كسب رضاه عليهم أن يتحلوا بالمثابرة والاندفاع , وأن يعتبروا المؤسسة ملكهم فيعطوها من جهدهم وإخلاصهم بقدر ما يعطيها هو . مقابل ذلك يدفع أجورا سخية , ويُرقي من يستحق الترقية , ويتغاضى عن التأخير والتغيّب متى وُجدت الأعذار . وبقدر ما هو سخي ومتفهم يتوقع من الآخرين الاندفاع والإخلاص والصدق . إذا حدث خطأ ما يُبدي الملاحظات القاسية ولا يتردد في فرض بعض الأعمال الإضافية إذا دعت المصلحة العامة إلى ذلك . يجزل العطاء في الأعياد والمناسبات وينتظر مقابل ذلك الشكر والتقدير . لكن الكلام المعسول والمديح الفائض قلما يؤثران فيه وخصوصا إذا شعر أن محدثه يبغي من وراء ذلك منفعة ما . ومع أنه قوية الشخصية صلب الإرادة إلاّ أنه يشعر بحاجة مستمرة إلى مودة الآخرين وإعجابهم به , ويسيئه بالتالي ألاّ يفهموا تصرفاته ويوافقوه على مبادئه وأساليبه .
ثم إنه جريء , يهوى المغامرة ويلاحق أبعد الأهداف وأكثرها مثالية . إذا خسر ماله أو فاتته الفرصة يظل محتفظا بإيمانه وتفاؤله . ولما كان من طبعه الابتكار والمبادرة , فإنه يُقدّر كل من يتمتع بهاتين الحسنتين ولا يتردد في تبني المقترحات التي تصدر عن سواه .
قلما يُصاب بالإعياء أو المرض . إذا توعك أو ارتفعت حرارته تناسى الأمر وتوجه إلى عمله كالمعتاد . والطريف أن الانغماس في الأشغال كثيرا ما يريحه ويشفيه . وبكلام آخر إن نشاطه الجسماني منبثق من حالته النفسية وروحه المعنوية اللتين لا يتجاريان .
على الرغم من تلك الصفات الحسنة يحتاج إنسان برج الحمل إلى دعم الآخرين ومساندتهم , ومتى تحقق له ذلك ضمن السعادة والاستقرار لنفسه وللعاملين معه .
يُبدي الموظف – الحمل في بداية عمله حماسا واندفاعا كبيرين , ثم لا يلبث أن ينتابه السأم واللامبالاة فيبدأ اختلاق الأكاذيب والأعذار للتهرب من أجواء العمل والمسؤوليات . في هذه الحالة على رب العمل – إذا أراد تفادي المشكلة من البداية – أن يُلحق الموظف المذكور بمركز مستقل يتيح له حرية التفكير والمبادرة . أمر آخر يُسيء إلى الموظف الحمل ويُقعده عن القيام بواجبه وهو أن يفرض عليه نظام معيّن ودوام محدّد . والواقع أن هذا النوع من الرجال يستطيع أن يحقق في ساعتين ما يُحققه غيره في أربع أو خمس ساعات . يجب أن يُعذر إذا ظهر منه بعض التمرد أو الفوضى . ولا يُستبعد مقابل ذلك – وهو ما يُشفع له – أن يواصل العمل بعد الدوام , وأن يصرّ على القيام بأعمال إضافية ليست من اختصاصه . إذاً يمكن القول أن الموظف الحمل لم يُخلق للرتابة والأعمال الروتينية وأن ميدانه الإبداع والابتكار . ولا يعتبر المال هدفه الرئيسي وإن كان الوسيلة الوحيدة التي يضمن بها المستوى اللائق الذي ينشده . طموحه الأكبر تحقيق النجاح , وحافزه الأول تشجيع الآخرين وتقديرهم لمزاياه . من الصفات التي تثير حنق البعض عليه تدخله فيما لا يعنيه وفرض آرائه على الجميع دون استثناء .
أهم الميادين التي يبرع فيها هي العلاقات العامة والأعمال التي تـتطلب الحركة والتنقل . يصعب عليه تلقي الأوامر إلاّ من قلة الناس يؤمن بأنهم يفوقونه ذكاء ومهارة . ولهذا يُفضل أن يكون دائما في القمة . وإذا لم يتسنى له ذلك اكتـفى بما هو أقل شرط أن يشعره الآخرون – وخصوصا رئيسه – أنه عنصر مهم وضروري لنجاح المؤسسة . في هذه الحالة يندفع في العمل بإخلاص وجدّ وتفان , مثله في ذلك مثل البحار الذي يأبى مغادرة السفينة المشرفة على الغرق .
هذا ولا يحتاج إلى التوبيخ إذا أساء التصرف لأنه أول من يرى عيوبه ويحاول الاعتذار منها والتعويض بما هو أفضل . وإذا أحسن عمله توقع الثناء وساءه ألاّ يناله . يشعر بشيء من الغيــرة تجاه زملائه , وبالتالي يُزعجه أن ينالوا التـقدير والإعجاب في حضوره . وهو لا يتردد في ترك عمله إلى غيره حالما يشعر أم الجوّ لم يعد ملائما وأن استمراره بات صعبا وشاقا .
ومهما تكن سيئات هذا الرجل تبقى حسناته ومواهبه أضعافها . لذا من واجب كل رب عمل أن يُفتـش عن أمثاله مهما كلّفه الأمر , وأن يجذل لهم العطاء لأن ما يُنفقه عليهم يكاد لا يُذكر بالنسبة إلى ما يُقدمونه من أعمال وخدمات .
براءة أم سذاجة ؟ لا فرق ! إنها الصفة التي تحفظه في مأمن من الخوف . إنسان برج الحمل لا يخشى أحداً أو شيئاً ما لم ينله الأذى فعلا ً , لكنه هنا أيضا ينسى بسرعة ويقع من جديد في التجربة . هو صادق غير مخادع ، يؤمن بالأشخاص والظروف ، ويكره الكذب على الرغم من تمسكه بالأحلام والأوهام . وهو إلى جانب ذلك نراه يرد على المشاكسة أو المجابهة بالصراخ والضجيج لجهله أسلوب اللف والدوران . من حسناته تعلّقه بالمثالية . يدافع عن مبادئه بكل قواه . وبما أنه حرّ الضمير والرأي نراه يحمل سيف الحق في يده ويحارب الغدر والظلم أينما وُجدا .
لنتساءل هل إنسان برج الحمل ضعيف حقا ؟ إن كان كذلك فضعفه من نوع خاص لأنه يُفضل الموت على الظهور بمظهر المقهور . إذا تألم بكى من الداخل . دموعه عزيزة لا تظهر إلاّ في حالات قليلة يفوق فيها ألمه حدّ الاحتمال .
في ميدان العمل مكانه القمة . إذا عاكسته الظروف ولم يبلغها ظهرت عليه بوادر النقمة والكرب , فهو يكره بشدة أن يكون تابعا ومرؤوساً .
يغلب على مواقفه التحرر والفردية . يجود بوقته وماله وممتلكاته وإن كان يفتقر إلى التواضع والرقة واللباقة . وهو أيضا قليل الصبر سريع الانتقاد . إذا وجد في مكان عام – مطعم أو مقهى أو فندق مثلا – لا يتردد في التذمر والشكوى وإن كان في النهاية يجزل العطاء دون حساب .
جرأة إنسان برج الحمل تدعو إلى الحيرة والاستغراب ؛ فبينما نراه يشق طريقه بعزم وثبات وتحد لجميع المخاطر نجده يرتعش وينكمش أمام الأوجاع الجسدية . مثلا , لا يذهب إلى عيادة طبيب الأسنان إلاّ مُكرها . ولما كان برج الحمل كثير التفاؤل فإنه يستطيع التغلب سريعا على الأمراض المزمنة والأوجاع الناجمة عن الكآبة والانقباض . ثم إنه , إلى جانب ذلك , نشيط دؤوب يحمل نفسه أكثر من طاقتها ولو وصل به الأمر إلى حدّ الانهيار .
من بين الصفات التي يفتقر إليها هذا الإنسان الدبلوماسية والتحايل واللباقة وإن كان غير مستبعد أن يحصل عليها مع الوقت وبعد تجارب عديدة قاسية . هذا ولا تأتيه الثروة بسهولة ولكنه كثيرا ما يعين غيره على جنيها . يندر أن يمتلك بيتا أو عقارا . إذا نضب المال بين يديه لا يشعر بالأسى لأن أهدافه كثيرة وليس المال أوّلها . ومع أنه محور نفسه إلاّ أنه يتمتع بروح دافئة معطاءة قلما توجد في الأبراج الأخرى . إذا خـُيـّر بين المال والشأن اختار الأخير . يحبّ المديح والثـناء ويحمل لواء الواقعية والمثالية في آن واحد . وهو أيضا سريع الغضب سريع النسيان والهدوء . يؤمن بالأعاجيب ويرفض الفشل . لديه طاقات عمل وكدّ ترهق المحيطين به . إذا أراد الهدوء والجد نجح في اكتسابهما ولكنه قلما يسعى إليهما قبل سن الشيخوخة أو على الأقل النضوج التام . إنسان برج الحمل أيضا ماهر في فرض آرائه على الآخرين , وفي كسب الرأي العام إلى جانبه , لكنه فاشل في السياسة . وإذا وُجد بعض مواليد هذا البرج بين كبار السياسيين العالميين اعتبر في الواقع في الأعمال التجارية والفنون الخلاقة والتخطيط والتصميم .
أما في ميدان الصداقة فهو محبّ وفيّ وكريم النفس واليد وخصوصا حين يلقى تجاوبا من الآخرين يهب من ماله وجهده ووقته ويتوقع الشكر والتقدير مقابل ذلك . من فضائله عدم التردد في إسداء الخدمات حتى لو لم ينل التقدير اللازم .
من شيمه الأخرى المواظبة والإقدام . مثله في ذلك مثل القائد الباسل الذي يتقدم الجند إلى ساحة القتال . طبيعته الصلبة تضمن له نجاحا أكيدا وحياة طويلة وزاخرة . إنه باختصار المشعل الذي ينير الطريق أمام جميع الذين يؤمنون مثله بالمبادئ والمثل .
الطفل الحمل :
طفل برج الحمل يكون نشيط الحركة وتظهر عليه منذ أسابيعه الأولى بوادر قوة الشخصية , ويسعى منذ البداية لكسب الاهتمام ولفت الأنظار . فإذا ما دخل أحد غرفته دون أن يوجه إليه نظرة أو كلمة راح يحتج بالصراخ أو بمختلف الحركات . هذا الطفل مُعرّض أكثر من غيره لبعض الحوادث الطارئة كالجروح والحروق والكدمات . وسبب ذلك فضوله الشديد الذي يحثه على اكتشاف المجهول . وهو يبكر في المشي والنطق وفي إظهار استـقلاله وفرديته ولكنه يمتاز أيضا بدفء العاطفة وبصراحة التعبير عنها . فكثيراً ما يندفع نحو من يحب ويأخذ في ضمه وتـقبيله بعنف وحماسة . وإذا لم يلق أي تجاوب انطوى على نفسه وأصبح إنساناً بارد المظهر والقــلب .
يكتسب طفل برج الحمل مع مرور الوقت مزاجا انفعاليا يُعبّر عن نفسه بالانــفجار بين الحين والآخر وإن كانت هذه الزوابع قصيرة الأمد . هو كريم الطبع يشارك الآخرين ألعابه وممتلكاته . يميل إلى الكسل بعض الشيء دون أدنى شعور بالخجل أو الارتباك . لا ينفع معه أسلوب الضغط أو التوبيخ . علاجه الأفضل التشجيع وبعث التحدي في نفسه .
خياله واسع وأحلامه متعددة . عاطفته في اشتعال دائم . تنطوي نفسه على المثالية والسذاجة والصلابة معا . يجيد دور القائد بين زملائه . يرفض الانصياع ويبتكر الأفكار والألعاب . يجب أن يُـنمّى فيه حبّ الطاعة منذ الصغر وإلاّ واجهته في الكبر مصاعب شتى ودروس في مُنتهى القسوة . قلبه الرقيق في تساؤل مستمر عن مدى حبّ الآخريـن له . وهو إلى جانب ذلك سخي , ينفق بكثرة ولا يتردد في منح صديقه آخر ما يملك . إذا تلقى الهدايا أسرع إلى لمسها وفحصها رافضا تركها إلى وقت آخر .
أكثر ما يُعذب هذا الطفل ويقلق راحته برود الآخرين وسلبيـّتهم . لكن ألمه وقتي , فهو ذو طبيعة صلبة كالألماس . يحب التخيّـل والمطالعة بقدر ما يهوى الاستطلاع والعمل الحقيقي . يحتاج إلى من يُلقنه المسؤولية , ومتى وجد المعلم الجيد تم الاقتباس بسرعة وسهولة عجيبتين . ينقاد إلى لغة المنطق وأسلوب المعاملة الشريفة . يتطلب الإطراء في البيت والمدرسة ويستوعب الطرق الإيجابية . تؤذيه البطالة ويُنعشه العمل الدؤوب . يعشق سير الأبطال الحقيقيين , وقصص الخيال والسحر أيضا . يحتاج إلى ساعات نوم كافية ليسترد نشاطه وحيويته .
إذا أحسنت تربية هذا الطفل شبّ إنسانا عظيما يسعى لتحقيق أصعب الأحلام وأكثرها ندرة .
الرجل الحمل :
إذا درسنا عن كثب مولدا كهربائيا يعمل , أو مشعلا ناره متوهجة , أو قنبلة في لحظة الانفجار , أمكننا أن نكوّن فكرة إجمالية عن هذا النوع من الرجال , فهو رجل الإثارة بلا منازع وإن كان خيرا للمرأة التي تنشد الاستقرار أن تبتعد عن دربه . إنه مشتعل العاطفة تارة , بارد كدبّ القطب الشمالي تارة أخرى . إذا وقع في الحب فعلا غاص فيه حتى أذنيه , وإذا تحطّم ذلك الحب بسبب من الأسباب عمل ما في وسعه لجمع أجزائه المبعثرة وصبّها في قالب جديد . أما إذا استحال ذلك أهمل القضية بصورة نهائية وراح يبحث عن مصدر إلهام جديد. لا تـنقصه الوسائل للتعبير عن حقيقة شعوره . الشرود والتنهدات والشعر . . . كل شيء جائز وممكن , المهم أن يكشف عن نفسه تماما وألا يبقى في منتصف الطريق , فأنصاف الحلول ليست من مبادئه .
الإخلاص رائده , لا يضاهيه في هذا الميدان أحد . وبما أن الصدق مبدأه يبقى مخلصا لمن يحب حتى في التفكير . أهدافه العاطفية تتسم بالنبل والجد متخطية العلاقة العابرة أو إشباع الغرائز . يتطلب من المرأة التي يحبّ مقابل ذلك البقاء عند حسن ظنه وبذل الجهود لإرضائه وجذبه والاحتفاظ به أطول مدة ممكنة , فإذا فشلت تركها وراءه وراح يبحث عن أخرى ترضي مزاجه العاطفي الجيّاش .
أي سلاح ينجح مع هذا الرجل؟ إذا لجأت المرأة معه إلى الغزل الصريح المكشوف هرب بعيدا آلاف الأميال. يهرب أيضا إذا نظرت إلى غيره من الرجال مجرد نظرة عابرة لأن من صفاته الرئيسية الغيرة وحب التملك . ومع أنه يتوقع من حبيبته الإخلاص التام إلاّ أنه يأبى – ولو ظاهريا – مبادلتها بالمثل . فهو مضطر – بحسب اعتقاده – إلى إقامة بعض العلاقات البريئة التي تفرضها مهنته ومكانته الاجتماعية .
هذا الرجل متمرد بطبيعته . يهوى تحدّي السلطة لاعتقاده أنه أذكى وأفصح من أربابها . كثيرا ما تحدث له المشاكل لعدم انصياعه لغيره ولتـفضيله دور السيد لا التابع . لا يُستبعد أن يحاول البعض تلقينه دروسا قاسية في التواضع والامتثال . وبهذه المناسبة يجدر بالمرأة التي يحبها رجل برج الحمل أن تقف دائما إلى جانبه ضد أعدائه وأن تحب من يحب وتكره من يكره . هذا إذا أرادت حقا الاحتفاظ به أطول مدة ممكنة .
قلنا من قبل أن مولود الحمل يجهل الكذب والتحايل ويتبع الأسلوب المباشر في جميع تحركاته وتصرفاته . في ميدان الحب مثلا يستحيل عليه التمثيل إذا هدأت عاطفته , لأن كل شيء فيه يُشير عندئذ إلى حقيقة شعوره : يظهر في صوته ونظراته البرود , ويغلفه الضجر وقلة الصبر . لكنه نبيل على الرغم من كل شيء . إذا حصل بينه وبين الحبيبة سوء تفاهم بادر إلى الاعتذار ولو كان الحق بجانبه . وفي الأوقات العادية يشبعها مديحا وثناء ويلازم سريرها في أوقات المرض ولا يتردد في الإنفاق عليها بسخاء بالغ . إنه يتمناها أنثى بكل ما في الكلمة من معان , وفي الوقت نفسه يُنمّي فيها روح الاستقلال والفردية , شرط ألاّ تتخطى حدودها وتتبوأ مكان الصدارة الذي هو من حقه وحده . وإن كان لا يعني تماما ما يقول . ولما كانت العواصف تمر عليه بسرعة مذهلة دون أن تترك أثرا يتوقع من حبيبته النسيان والمغفرة مهما بلغت درجة الأسى الذي سبّبه لها . إذا أمام مولود برج الحمل احتمالان لا غير : إمّـا أن يسود أو أن يترك البيت من غير عودة . وعلى زوجته بدورها ألاّ تكون سلبية أو خجولة أكثر من اللازم .
سخاء هذا الرجل لا يُضاهى . فهو لا يبخل على حبيبته بشيء مهما قلّت سبل العمل والمورد . خير لها إذا أن تمد يد المساعدة بدورها فتدخر ولو القليل لتفاجئه به عند الحاجة . وما أكثر أوقات الحاجة عند رجل برج الحمل . يكفي برهانا على ذلك إيمانه بالمثل القائل : " اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب " .
الرجل الحمل , كأب , عطوف محب يحدب على أولاده ويرعاهم ويؤمن لهم جميع فرص اللهو واللعب . يتجاذب معهم الأحاديث ويشاركهم الهوايات والرياضة والنزهات وغير ذلك . كثيرا ما يدعوهم إلى وجبة غداء أو عشاء في أفضل الأماكن العامة . والغريب أنه على الرغم من هذه العاطفة يكره أن تهمله زوجته في سبيلهم .
في استطاعة زوجته العمل خارج البيت . لا مانع لديه شرط أن تبقى محتفظة بأنوثتها وعذوبتها وتبعيتها له . أما استقلاله هو فأمر مقدس لا يحق لها مناقشته من قريب أو بعيد . غير أنها – إن كانت على شيء من الذكاء والفطنة – تستطيع التدخل في شؤونه في الوقت الملائم , وبالتالي أن توجهه بأسلوب لبق يشعره بأنه لا يزال السيد المطاع .
حالما يكتشف إنسان برج الحمل أنه فقد سيادته وسيطرته , سواء أكان ذلك في البيت أو في العمل , ينطوي على نفسه ويصبح عديم التفاؤل والحيوية . إنه لا ريب عنوان الرجولة الصحيحة , ويستحق نوعا مميزا من النساء . امرأته المفضلة تقف بين تلك التي لا تعرف من دنياها سوى النوادي والجمعيات وتلك التي تكتفي بحياكة الصوف في إحدى زوايا البيت . متى وجد ضالته المنشودة تحوّل إلى سيد المتيمين وجعل من حبيبته أسعد النساء قاطبة .
المرأة الحمل :
لا ندري أيستحق محب هذه المرأة التهنئة أم الشفقة وذلك لسبب وجيه هو أنه يتنازع طبيعتها باستمرار عاملان رئيسيان : من جهة الحبّ قضيتها الأولى وسرّ وجودها , ومن جهة أخرى لا تستطيع أن تغفل لحظة واحدة عن العالم المحيط بها أو عن نفسها خاصة . في وسعها – أكثر من أي امرأة أخرى – الاستغناء عن الرجل استغناء تاما . ذلك لا يعني أنها ترضى بجفاف العاطفة وشح المشاعر . إنها على العكس تحلم بالحبّ وتتخيّل باستمرار أجمل المواقف الشاعرية حتى لو لم تنجح في تجسيد ذلك بواسطة رجل معين . طبيعتها المستـقلة الانفرادية تتيح لها الاتكال على نفسها في مختلف الأعمال والواجبات اليومية . تشعر في قرارة نفسها أنها العنصر الأقوى فلا تتورع عن مصارحة الرجل بحقيقة شعورها وخصوصا إذا بدا من النوع البطيء المتردد . أما إذا جاءت المبادرة منه فلا يُستبعد أن تطلق ساقيها للريح لا كرها له بل خوفا منه على نفسها من سأم أو عبودية قد يهددانها في المستقبل . لديها طاقة احتمال ومقاومة عجيبة . في استطاعتها مواجهة جيش كامل في سبيل هدف أو إنسان تؤمن به وترغب في الحصول عليه . تجيز لنفسها جميع الأساليب والطرق . إذا فشلت المرة تلو المرة تابعت نضالها متحلية بالصبر والمثابرة , مؤمنة بالحكمة القائلة : " وإن غدا لناظره قريب " .
تستطيع هذه الإنسانة المكتملة الأنوثة أن تحاور وتعاتب وتداعب وتبكي بحرقة إذا لزم الأمر , كما تستطيع القيام بجميع أعمال الرجل إذا اقتضت الضرورة . من أفضل صفاتها الصدق والتفاؤل والإخلاص والعداء والإيمان بالغد . يرضيها من الرجل اعتدال العاطفة . لا تتمناه باردا كالثلج ولا متيما فاقد الكرامة . تمنحه احترامها إذا استحق دوت أن تسمح لشخصيتها أن تذوب في بوتقته . تطلب منه الكثير وتعطيه أضعاف ما تنال . سخية بمالها ووقتها , بخيلة إلى درجة الشح متى تعلّق الأمر بمن تحب . تأبى أن تفرط فيه أو أن يشاركها فيه أحد ولو بنظرة .
حبّها رهن برضاها . إذا مُسّت كرامتها تحوّلت نارها إلى صقيع ولهفتها إلى لا مبالاة . إلى جانب ذلك تــفضل معشر الرجال على النساء , ويسعدها التفاف المعجبين حولها . ولا يعني إيمانها بالتحرر أنها ترضى بأن تفرط فيمن تحبّ , فهي مخلصة صادقة ومندفعة في حبها لا تدفع رجلها إلى الشك أو الغيرة .
تميل امرأة برج الحمل على العمل , وتستطيع أن تبرز في مختلف الحقول والميادين . متى آمنت بعملها واعتادته أصبح من الصعب عليها أن تتركه حتى في سبيل من تحب . لها عدوان : الفراغ والبطــالة . ومع أنها ربة بيت ممتازة تجيد جميع الأعمال المنزلية إلاّ أنها تعتبر عملها هذا واجبا لا أكثر , وتعتقد أن هدفها في الحياة يتعدى ذلك إلى ما هو أنفع وأجدى .
حالتها الصحية ممتازة . قلما تشكو المرض أو التعب . وإن حدث لها شـيء تــتوقع من الآخرين – وخصوصا زوجها – العناية والاهتمام . وهي أم مثالية , ترعى أولادها وتعنى بنظافتهم وراحتهم , وتشاركهم اللعب والنزهات والأحاديث , ولكنها تفرض عليهم القوانين والأنظمة ولا تبالغ في تدليلهم , وهكذا ينمون نموا صحيحا لا أثر فيه للفساد أو الميوعة .
امرأة برج الحمل انفعالية , تفقد بسرعة سيطرتها على نفسها وتستعيد هدوءها بسرعة مماثلة . لا تترك العاصفة في نفسها أثرا للمرارة أو النقمة أو الشفقة على النفس . ابتسامتها أبدا مشرقة وتفاؤلها مستمر وإن كانت سريعة العطب بسبب صدقها وطيبتها , وإلى جانب ذلك تتمتع بقسط كبير من الإثارة . إذا ساعدها الحظ ولقيت الرجل الملائم تحوّلت إلى نعجة طيبة مسالمة وبات زوجها من أسعد الرجال .
المدير الحمل :
إن رجل برج الحمل في مركز الرئاسة رب عمل جاد وصلب لا يطيق الكسل ولا يغفر الإهمال . إذا أراد موظفوه كسب رضاه عليهم أن يتحلوا بالمثابرة والاندفاع , وأن يعتبروا المؤسسة ملكهم فيعطوها من جهدهم وإخلاصهم بقدر ما يعطيها هو . مقابل ذلك يدفع أجورا سخية , ويُرقي من يستحق الترقية , ويتغاضى عن التأخير والتغيّب متى وُجدت الأعذار . وبقدر ما هو سخي ومتفهم يتوقع من الآخرين الاندفاع والإخلاص والصدق . إذا حدث خطأ ما يُبدي الملاحظات القاسية ولا يتردد في فرض بعض الأعمال الإضافية إذا دعت المصلحة العامة إلى ذلك . يجزل العطاء في الأعياد والمناسبات وينتظر مقابل ذلك الشكر والتقدير . لكن الكلام المعسول والمديح الفائض قلما يؤثران فيه وخصوصا إذا شعر أن محدثه يبغي من وراء ذلك منفعة ما . ومع أنه قوية الشخصية صلب الإرادة إلاّ أنه يشعر بحاجة مستمرة إلى مودة الآخرين وإعجابهم به , ويسيئه بالتالي ألاّ يفهموا تصرفاته ويوافقوه على مبادئه وأساليبه .
ثم إنه جريء , يهوى المغامرة ويلاحق أبعد الأهداف وأكثرها مثالية . إذا خسر ماله أو فاتته الفرصة يظل محتفظا بإيمانه وتفاؤله . ولما كان من طبعه الابتكار والمبادرة , فإنه يُقدّر كل من يتمتع بهاتين الحسنتين ولا يتردد في تبني المقترحات التي تصدر عن سواه .
قلما يُصاب بالإعياء أو المرض . إذا توعك أو ارتفعت حرارته تناسى الأمر وتوجه إلى عمله كالمعتاد . والطريف أن الانغماس في الأشغال كثيرا ما يريحه ويشفيه . وبكلام آخر إن نشاطه الجسماني منبثق من حالته النفسية وروحه المعنوية اللتين لا يتجاريان .
على الرغم من تلك الصفات الحسنة يحتاج إنسان برج الحمل إلى دعم الآخرين ومساندتهم , ومتى تحقق له ذلك ضمن السعادة والاستقرار لنفسه وللعاملين معه .
الموظف الحمل :
يميل مواليد برج الحمل إلى التغيير والتبديل , ولا يُستبعد أن ينتقلوا من وظيفة إلى وظيفة ومن مؤسسة إلى أخرى . لكن إذا استثنينا تلك الظاهرة التي لا تشفع لهم كثيرا عند أرباب العمل اعتبروا من أفضل الموظفين وأكثرهم تجاوبا مع رؤسائهم شرط أن يُحسن هؤلاء معاملتهم واستغلال مواهبهم . يُبدي الموظف – الحمل في بداية عمله حماسا واندفاعا كبيرين , ثم لا يلبث أن ينتابه السأم واللامبالاة فيبدأ اختلاق الأكاذيب والأعذار للتهرب من أجواء العمل والمسؤوليات . في هذه الحالة على رب العمل – إذا أراد تفادي المشكلة من البداية – أن يُلحق الموظف المذكور بمركز مستقل يتيح له حرية التفكير والمبادرة . أمر آخر يُسيء إلى الموظف الحمل ويُقعده عن القيام بواجبه وهو أن يفرض عليه نظام معيّن ودوام محدّد . والواقع أن هذا النوع من الرجال يستطيع أن يحقق في ساعتين ما يُحققه غيره في أربع أو خمس ساعات . يجب أن يُعذر إذا ظهر منه بعض التمرد أو الفوضى . ولا يُستبعد مقابل ذلك – وهو ما يُشفع له – أن يواصل العمل بعد الدوام , وأن يصرّ على القيام بأعمال إضافية ليست من اختصاصه . إذاً يمكن القول أن الموظف الحمل لم يُخلق للرتابة والأعمال الروتينية وأن ميدانه الإبداع والابتكار . ولا يعتبر المال هدفه الرئيسي وإن كان الوسيلة الوحيدة التي يضمن بها المستوى اللائق الذي ينشده . طموحه الأكبر تحقيق النجاح , وحافزه الأول تشجيع الآخرين وتقديرهم لمزاياه . من الصفات التي تثير حنق البعض عليه تدخله فيما لا يعنيه وفرض آرائه على الجميع دون استثناء .
أهم الميادين التي يبرع فيها هي العلاقات العامة والأعمال التي تـتطلب الحركة والتنقل . يصعب عليه تلقي الأوامر إلاّ من قلة الناس يؤمن بأنهم يفوقونه ذكاء ومهارة . ولهذا يُفضل أن يكون دائما في القمة . وإذا لم يتسنى له ذلك اكتـفى بما هو أقل شرط أن يشعره الآخرون – وخصوصا رئيسه – أنه عنصر مهم وضروري لنجاح المؤسسة . في هذه الحالة يندفع في العمل بإخلاص وجدّ وتفان , مثله في ذلك مثل البحار الذي يأبى مغادرة السفينة المشرفة على الغرق .
هذا ولا يحتاج إلى التوبيخ إذا أساء التصرف لأنه أول من يرى عيوبه ويحاول الاعتذار منها والتعويض بما هو أفضل . وإذا أحسن عمله توقع الثناء وساءه ألاّ يناله . يشعر بشيء من الغيــرة تجاه زملائه , وبالتالي يُزعجه أن ينالوا التـقدير والإعجاب في حضوره . وهو لا يتردد في ترك عمله إلى غيره حالما يشعر أم الجوّ لم يعد ملائما وأن استمراره بات صعبا وشاقا .
ومهما تكن سيئات هذا الرجل تبقى حسناته ومواهبه أضعافها . لذا من واجب كل رب عمل أن يُفتـش عن أمثاله مهما كلّفه الأمر , وأن يجذل لهم العطاء لأن ما يُنفقه عليهم يكاد لا يُذكر بالنسبة إلى ما يُقدمونه من أعمال وخدمات .
من المشاهير
مارلون براندو، بيت ديفيس ، توماس جيفرسون، هوديني ،إلتون جون، أريثا فرانكلين، غلوريا ستينيم، وليام ريتش، شارلي شابلن الخلاصة | |
الكوكب | المريخ |
ارقام الحظ | 10 ,19, 28, 37, 46, 55 |
الاحجار | الياقوت-الماس |
البرج | ناري |
يتوافق مع | الاسد - القوس-الجوزاء-الدلو |
الاعمال الملائمة | رجل إطفاء، طبيب، ميكانيكي، طبيب أسنان، لاعب رياضي محترف أو رجل أعمال |
ايجابيات | محب للمغامرة- متميز- شجاع- متحمس- لديه ثقة بنفسه- سريع البديهة |
سلبيات | أناني- سريع الغضب- متهور- عديم الصبر- الطيش |
0 تعليقات
111111111111111111111111111