"كان الشيخ حسني مبارك يرى أن مشكلات الشعب المصري لا تكمن في انعدام الديمقراطية، أو في تفشي الديكتاتورية، أو الفقر والجوع والمرض، أو حتى انعدام العدالة في التوزيع، أو عدم الموازنة بين الأجور والأسعار، أو المهانة والإهانة من أصغر ضابط وأمين شرطة أو عسكري في جهازه الأمني..
بل كان يرى أن مشكلة أي مصري تكمن في السحر، حيث إن كل مصري كان معمولا له عمل على سنمة جمل، علشان يتفك العمل ويرتاح لازم كل مصري ينام على بطنه زي التمساح"..
بهذه الكلمات بدأ الكاتب المصري إيهاب طاهر كتابه "المكنة طلَّعت قماش" الصادر عن سلسلة "كتابي" في 160 صفحة من القطع المتوسط.
كشف المؤلف في كتبه الذي أهداه إلى شباب الثورة، وإلى "الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان"، كشف حقيقة هذا الرجل الذي وصفه بـ"سارق الكاميرا"، موضحاً أنه اللواء حسين كمال الشريف، أحد مديري مكتب عمر سليمان حينما كان رئيسًا للمخابرات العامة، وعندما عينه مبارك نائبًا له أخذه معه أيضاً، لتشاء الأقدار أن يكون واقفاً خلفه أثناء إلقائه البيان الشهير الذي أعلن فيه سليمان تخلي مبارك عن الحكم، وليس تنحيه!
واعتبر المؤلف القفشات والضحكات والنكات التي انهال بها المصريون على "الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان" خالية من أي معنى للسخرية أو الإهانة، بل كانت تعبيرًا عن فرحة طال انتظارها لمدة ثلاثين عاماً.
وطلب من اللواء حسين الشريف "الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان" أن يلتمس العذر لإخوانه المصريين على فرحتهم الفطرية التي انصبت بعد أن سرق الكاميرا في بيان التخلي الشهير عن الحكم.
وتطرق المؤلف إلى العديد من التعليقات الطريفة التي تركزت على "الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان"، ومنها:
• إلى الإخوة اللي بيتريقوا على الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان. الراجل ده حارب في 3 حروب واستشهد مرتين.. يا ريت نقدره ونحترمه!
• وراء كل عظيم الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان.
• وقف الخلق ينظرون جميعاً إلى الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان.
• أوباما: يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا مثل الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان.
• عارفين اللي بنى مصر كان في الأصل الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان.
• أوباما يعرب عن قلقه البالغ ويصرح بأن الأوضاع في مصر لن تتحسن إلا بمعرفة حقيقية الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان.
• كالمعتاد.. التليفزيون المصري ينفي وجود أي راجل أو شخص خلف عمر سليمان.
• بيان عاجل: صرح مصدر مسؤول أن الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان هو صاحب "المايك".. كان منتظر سليمان يخلص بيانه علشان يلم العدة ويمشي.
• محمد سعد يؤكد أن فيلمه القادم بعنوان: "اللمبي اللي واقف ورا عمر سليمان"!
المكنة طلَّعت قماش
وتطرق المؤلف إلى السياسة، مؤكداً وجودها في كل شيء، في المترو، الميكروباص، الشارع، البيت، المقهى.. وتساءل: "يا ترى.. هل هذا بسبب الكبت الذي يولد الانفجار، أم تأثير الحلم بغد جديد ومصر جديدة؟ وهل الكلام في السياسة بهذا الشكل ظاهرة صحية أم مرضية؟".
وتساءل أيضا: "ويا ترى هنقضيها كلام في كلام، ولا الكلام هيتحول إلى أفعال، مش مصدق إن مصر اللي ما كنتش بتتكلم غير في ماتشات الكورة، وأفلام هنيدي واللمبي والسقا وكريم عبدالعزيز وروبي وغادة عبدالرازق وسمية الخشاب، وفي كليبات عمرو دياب وتامر حسني وهيفاء ومريام فارس، ومهارة أبو تريكة وجدو ومتعب.. هتنسى كل دا وتفكر في الدستور والقوانين والسياسة الداخلية والخارجية ومعاهدة السلام وتصدير الغاز لإسرائيل".
أضاف: "ويبدو أن الناس ستتجه بعد ذلك للمطالبة بحقوقها، يبدو أن الناس أصبحوا قادرين على قول لا مثلما كانوا دائما يقولون نعم، أصبحوا قادرين على قول ما يصح وما لا يصح، أصبحوا قادرين على أن يقولوا للحرامي أنت حرامي، وللمنافق أنت منافق، وللفاسد أنت فاسد.. يبدو أن الناس نطقت أخيرا، والمكنة طلعت قماش أخيرا.. وسيصيحون مثلما صاح الفنان الراحل فؤاد المهندس في فيلم "عائلة زيزي" قائلين "المكنة طلعت قماش"!!
حسني بابا والأربعين حرامي
وأوضح المؤلف أنه قبل ثورة 25 يناير كانت الناس في مصر مليانة غل، كانت مخنوقة حتى من مصر نفسها، أو بمعنى أدق من اللي كانوا حاكمين مصر وراكبين فوقها وكاتمين على نفسها..
وأضاف: "اللي كانوا حاكمين مكانوش رئيس ونظام ووزراء ومحافظين.. دول كانوا عصابة.. عصابة حسني والأربعين حرامي، وياما الشعب المصري اتبهدل منهم وعانى وهو صابر وراضي؛ لأنه شعب طيب، دائماً لديه أمل إن الحال المايل هييجي يوم وينعدل، والمصريون بدهائهم الفطري سابوا الحبل ع الغارب للنظام لحد ما شنق بيه نفسه"!!
وأضاف أيضا: "أكيد أنت وأنت شعرتم مثلي منذ بداية الثورة وإلى الآن إن مصر كلها حرامية، من أكبر رأس لأصغر مسؤول، مفيش فرق بين رئيس ومرؤوس، وزير أو غفير، الكل بيسرق، حتى اللي محاولش يسرق فلوس سرق حاجات تانية، حاول يسرق مجد الثورة، أو شرف المشاركة فيها، وأخذ دور لم يقم به".
مثلا: "صحفيون كانوا بيلمعوا جزم النظام، وبيبوسوا أيد النظام صبح وليل، ومذيعون ومقدمون برامج من نفس العيِّنة، وكتَّاب ما يفرقوش عنهم حاجة.. كلهم تحولوا بقدرة قادر إلى ناقمين على النظام، ومعادين له.. كلهم تحولوا وأصبحوا شرفاء ما بين 25 يناير و11 فبراير.. وأصبح كل منهم يبحث عما سيكسبه من الثورة: منصب، وظيفة، برنامج، حزب.
مكاسب المصريين من الثورة
أخيراً، استعرض المؤلف بشكل ساخر عددًا من مكاسب المصريين من الثورة، ومن بينها:
• رؤية الدبابات على الطبيعة والتصوير أمامها للذكرى.
• تضاعف أعداد قارئو الصحف والإقبال الشديد على شرائها.
• عدم تشاجر أفراد الأسرة على الريموت كنترول للتنقل بين القنوات؛ لأن الجميع ملتفون حول النشرات الإخبارية.
• تحقق حلم سائقي "التوك توك" بالمرور على الكباري الشهيرة والشوارع والميادين الرئيسية في العاصمة المصرية مع غياب شرطة المرور من الشوارع.
• امتداد إجازة نصف العام الدراسي لمدة شهر ونصف وفرحة التلاميذ بها.
• عدم التزام سائقي الأجرة والملاكي بحزام الأمان.
• بيع أعلام مصر في غير مواعيد مباريات الكرة.
• عدم تعطل المرور بسبب مواكب الرئيس السابق ووزرائه.
• تعرف الناس إلى أسماء مذيعي النشرات الإخبارية.
• تضاعف شهرة مطاعم "كنتاكي" في مصر بعد مزاعم بتوزيع وجباتها مجاناً على المعتصمين في ميدان التحرير.
• تعرف الشباب وصغار السن إلى حظر التجول.
• مكسب آخر مهم وهو قراءتكم لهذا الكتاب.
0 تعليقات
111111111111111111111111111