الخطوط الجوية السعودية
وصف الكاتب السعودى محمد الأحيدب رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم 820 المتجهة من الرياض إلى جاكرتا قادمة من المدينة المنورة، فى عموده الصحفى فى جريدة عكاظ السعودية الأربعاء الماضى معاناة هزلية وخطيرة.
وحكى الأحيدب فى مقالته كيف بدأ التأخير بشكل مقبول فى بداية الأمر برسالة جوال تخبر بتأخير الإقلاع ساعة واحدة، أى فى الساعة 1:40 صباحاً بدلاً من 12:40، ليحكى بعد ذلك تفاصيل معاناة الركاب مع الرحلة التى تأخرت عدة مرات، وإصرار بعض موظفى الخطوط السعودية على إقلاع الطائرة رغم تعرضها لعدة مشاكل.
وعرض الأحيدب كيف أن الركاب صعدوا إلى الطائرة التى كانت ممتلئة بالكامل فى درجتها السياحية بمعتمرين جاءوا من المدينة المنورة لتبدأ تفاصيل "المعاناة الهزلية الخطيرة"، بحسب وصفه.
وقال الأحيدب "تأخر الإقلاع أربع ساعات بحجة زيادة وزن الطائرة وعدم إمكانية إقلاعها، ثم أقفلت الأبواب وتحركت الطائرة إلى المدرج بنية الإقلاع، لكنها ما لبثت أن عادت بعد أن اتضح تثاقل حركتها، وعلم بعض الركاب من موظفى الصيانة أن مسئول التشغيل فى المركز الرئيس كان مصراً على محاولة الإقلاع، لكن الطائرة أخفقت فى ذلك وعادت لإجراء توزيع توازن الوقود".
لكن مسئول التشغيل استمر فى إصراره على إقلاع الطائرة بعد حوالى 45 دقيقة، لتتحرك الطائرة للمدرج فى محاولة ثانية للإقلاع، لكنها كانت أكثر إخافة للركاب من الأولى لطول المحاولة وسماع أصوات وتثاقل مخيف ومتقطع فى الحركة، لتعود الطائرة أدراجها مرة ثانية للبوابة.
ويضيف "بقينا ننتظر وسط ذهول من كثرة تردد عمال الصيانة دخولاً وخروجاً، وزادت حدة اللغط فى الدرجة الأولى، لكن لطف وتعامل الملاحين وطمأنتهم للركاب بدد بعض القلق، كون الموضوع مجرد حمولة زائدة من العفش".
وثار القلق لدى الركاب حينما سمعوا مناقشات الفنيين مع موظفى الخدمات الأرضية وأصوات أجهزة اللاسلكى، حيث كان الحديث عن ضرورة حضور قسم الإطفاء لمراقبة عملية إنقاص الوقود، ووصف الأحيدب "مجرد كلمة (فاير دبارتمنت) كانت مخيفة"، والتى تعنى بالعربية دائرة الإطفاء.
وبعد أن تحركت الطائرة فى المرة الثالثة "لم تكن بأقل رعباً من سابقاتها، فقد كانت الطائرة تحدث أصواتاً ولا تكاد تتحرك رغم ركوبها المدرج فى محاولة للإقلاع، أعلن بعدها العودة للبوابة لوجود خلل هذه المرة"، بحسب الأحيدب.
لكن الطائرة لم تعد للبوابة وتوقفت فى مكان منعزل بعيداً عن المبانى، وبدأت سيارات الصيانة تتزايد وقرب سلم عادى وفتح أحد الأبواب لدخول العمال وأطفأت المحركات لترتفع درجة الحرارة فى مقصورة ركاب الدرجة السياحية، وبدأ الركاب يقتربون من الباب المفتوح بحثاً عن الهواء، وخرج بعضهم ونزلوا السلم وتجمعوا قرب الطائرة، ويصف الأحيدب المشهد بأنه "كأنهم ركاب شاحنة معطلة".
وبعد إصلاح الخلل حاول أحد الموظفين تدارك الوضع وإعادة الركاب إلى الطائرة، وكانت تهدئته محل تفهم الركاب تدريجياً، إلى أن حضر مشرف مناوب وقام بدفع الركاب الإندونيسيين دفعاً لإدخالهم الطائرة، وهو ما أهاج الركاب لينزلوا جميعاً للأرض العراء رافضين العوة إلى الطائرة.
ويحكى الأحيدب "سقطت إحدى الراكبات مغمى عليها"، ليتعالى الصراخ وتطلب سيارة الإسعاف التى تأخرت نصف ساعة، ويتم إحضار حافلات لنقل الركاب للصالات، ليتركوا بعدها دون ضيافة أو تطمين، حتى حضر موظف استفز الجميع بأسلوب تهديد مهين، ارتفعت بعده الأصوات، ليتدارك عدد من الموظفين المشرفين الموقف.
وقال الأحيدب فى مقالته، إنه بعد تهدئة المسافرين تم نقلهم إلى الفندق، وتأجلت الرحلة للتاسعة مساء، فى تفاصيل عرض بعضها فى تسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب العالمى، وشهد تفاعلاً من المتابعين السعوديين.
0 تعليقات
111111111111111111111111111