Subscribe Us

header ads

"كلمة" تترجم كتابًا عن الهيدروجين والطاقة النظيفة

صدر عن مشروع "كلمة" للترجمة، التابع لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، الترجمة العربية لكتاب "عصر الهيدروجين.. من أجل مستقبل طاقة نظيفة" لمؤلفيه جيوفرى ب.هولند وجيمس ج.بروفنزانو، وقام بنقله للعربية المترجمَيْن على للو وناجح شاهين.
 
ويتصدى الكتاب لجملة من الافتراضات العلمية التى تُرشّح غاز الهيدروجين ليكون بديلاً للنفط، حيث يستهل صفحاته الأولى بطرح مجموعة من الأسئلة التى تمهد لإثبات فرضياته، ومنها: هل نريد خياراً لطاقة لا تنطوى على انبعاثات ملوثة؟ هل نأمل فى أن تكون غير سامة؟ وهل نتمنى أن تكون غير محدودة كمياً، بحيث لا تنفد أبداً؟ هل نريد أن تكون تلك الطاقة متوافرة على نطاق واسع، بحيث يستفيد منها كل سكان العالم بالتساوى؟ هل نريد وقوداً نستطيع استعماله بشكل آمن فى منازلنا؟ ماذا عن وقود ينتج المادة الخام التى تعيد إنتاجه؟ يبدو أن العدد القليل من بدائل الطاقة المقترحة، يتضمن واحداً يلائم مخطوطة الخصائص التى كتبناها: إنه "الهيدروجين"

ومن ثم يعرض المؤلفان لأهمية الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة والمتجددة، بوصفه العلاج لأمراض كوكبنا المعتل، بالتأكيد على أن لدى العلماء والباحثين الكثير من الأسباب للتبشير بعصر الهيدروجين الموشك على البزوغ، والذى ربما تفصلنا عنه عقود قليلة فحسب، ومن المتوقع أن يحل الهيدروجين مع منتصف القرن الحادى والعشرين بديلاً للنفط، بوصفه عملة العالم الأساس للطاقة الجاهزة تحت الطلب، وهذا الاحتمال يحمل معه أملاً كبيراً للإنسانية برمتها، ففى عالمٍ هيدروجينى الطاقة، سيختفى الصراع الدموى الناجم عن التوزيع الجيوبولوتيكى للطاقة، وسيختفى الهواء الملوث الذى يخيم فوق العديد من مراكز العالم الحضرية، وستختفى مشاكل الجهاز التنفسي، وغير ذلك من الأمراض المرتبطة بالتلوث الناجم عن الاحتراق، وسيأفل السبب الرئيس لظاهرتى الاحتباس الحراري، والتغير المناخى.

تمثل ذرات الهيدروجين نسبة 90 بالمئة، من إجمالى الذرات الموجودة فى الكون، وتشكل الوقود الذى تعمل به الشمس والنجوم جميعاً، والهيدروجين ليس ساماً وغير محدود الكمية، لأنه يدخل فى التكوين الكيميائى لكل شيء موجود على وجه التقريب، ولاسيما الماء الذى يعد غنياً بالهيدروجين. ففى ساعة واحدة تسقط على الأرض كمية من الأمطار أو الثلوج تكفى لسد احتياجاتنا من الطاقة عشرات الآلاف من الساعات.

يمكن حرق الهيدروجين للحصول على الطاقة، إما بمفرده، أو فى محرك احتراق، ويمكن استخدامه أيضاً فى ما يعرف بخلية الوقود التى هى بمثابة أداة تعمل بطريقة إلكتروكيميائية على تحطيم ذرات الهيدروجين إلى بروتونات وإلكترونات، ينتج عنها فى النهاية الكهرباء، إضافة إلى الماء والحرارة كناتجين ثانويين، ولا يؤدى تحول الهيدروجين إلى كهرباء فى خلية الوقود إلى أى تلوث، وقد شرع الباحثون فى تطوير طرق لاستخدام خلايا الوقود لتلبية معظم احتياجات العالم من الطاقة، حيث يتم تصميم تلك الخلايا حالياً لتشغيل الهواتف الخليوية، والحواسيب المحمولة، وقاطرات السكك الحديدية، والسفن بأنواعها كافة، وكل نوع من محركات العربات بما فى ذلك الشاحنات وحافلات الركاب. وربما يتم استخدامها مستقبلاً فى الطائرات.

وبينما يبدو المأمول عظيماً، إلا أن هناك تحديات ما تزال فى الطريق، ذلك أن عملية تحويل البينة التحتية للطاقة فى العالم، من تلك المعتمدة على الوقود الأحفورى إلى أخرى تعتمد على الهيدروجين ستسغرق سنوات وربما عقود من الزمن، بيد أن بشائر عصر الهيدروحين، بحسب رأى المؤلفين، بدأت تلوح فى الأفق.

قام بتأليف الكتاب المؤلفين جيوفرى ب.هولند وهو منتج حائز على جائزة إيمى عن البرنامج الوثائقى "الطاقة المتجددة: مصير الطاقة النظيفة للأرض" 1998، وهو كاتب ومنتج أو مخرج لاثنى عشرة برنامجاً وثائقياً، وأشرطة فيديو تعليمية، يركز نصفها على الطاقة المتجددة والهيدروجين، تنقل هولند فى شتى أنحاء العالم ليوثق استغلال الحضارات والاستخدام المفرط لموارد الأرض، تابع هولند الذى تخرج من جامعة كنساس ستيت، دراساته العليا فى العلوم الطبية الحيوية فى جامعة واشنطن.

وجيمس ج.بروفنزانو رئيس منظمة "الهواء النقى الآن" وهى إحدى أقدم المنظمات الأمريكية المناصرة لجودة الهواء، وهو خبير رائد فى مجال الهيدروجين والطاقة المتجددة، وقد لعب دوراً رئيساً، باعتباره مدير البرامج البيئية فى مؤسسة زيروكس فى تطوير وإدارة البنية التحتية لوقود الهيدروجين منذ بواكيرها فى كاليفورنيا، وساهم فى دراسة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية حول الجدوى الاقتصادية التقنية لاستخدام وقود الهيدروجين المتجدد لتشغيل المركبات، تخرج بروفنزانو فى جامعة بوسطن.

وقام بترجمة الكتاب المترجِمَ على للو الحاصل على البكالوريوس فى الأدب الإنجليزى والتربية من الجامعة الأردنية عام 1971، ترجم العديد من الكتب منها: تربية الأطفال عطاء بلاحدود، المكان الرهيب، مشرق الشمس ومغرب القمر، الطعام فى العصر الكلاسيكي، والصداقة فى العصور القديمة.. وهو مستشار إعلامى لمجموعة من المؤسسات والشركات، كما أنه عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.

وناجح شاهين: حاصل على درجة الماجستير فى الفلسفة ونظرية المعرفة من الجامعة الأردنية 1993، وحصل أيضاً على درجة الماجستير فى العلوم السياسية والاقتصاد السياسى من جامعة بنسلفانيا فى الولايات المتحدة 2008، يعمل فى حقل التدريس الجامعى فى الجامعات الفلسطينية وكان آخرها جامعة بيرزيت ، كما عمل باحثاً فى تطوير التعليم فى مركز القطان للبحث التربوى فى رام الله، له العديد من الإصدارات والأبحاث فى الاقتصاد السياسى وحقوق الإنسان والمجتمع المدنى ونظرية العلم وفوبيا الإسلام السياسى وواقع التعليم الفلسطينى والعربي، كما ترجم العديد من المقالات السياسية والاقتصادية.

إرسال تعليق

0 تعليقات