كان خبر القبض على حسين سالم ومن بعدها قرار الإفراج عنه أحد أبرز وأهم الأخبار التي نشرتها الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، خاصة أن سالم له الكثير من الشهرة في المجتمع الإسرائيلي نظرا لشراكته مع الكثير من رجال الأعمال الإسرائيليين وأبرزهم الجنرال احتياط يوسي ميمان شريكه في صفقة تصدير الغاز إلى إسرائيل بالإضافة إلى ما تنقله الصحف الإسرائيلية بين الحين والأخر عن وجود مشاريع تجارية أو اقتصادية لسالم بصورة غير مباشرة في إسرائيل.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها أن سالم كان أهم مسئول في مصر ارتبط بعلاقات ثنائية مع الإسرائيليين، خاصة حيث تعود علاقاته مع الإسرائيليين إلى عام 1974 عندما قاد الرئيس السادات مفاوضات سرية مع إسرائيل.
ويشير المعهد السياسي للدراسات الإستراتيجية في إسرائيل إلى أن سالم أدار وأشرف على الكثير من المباحثات السرية مع الإسرائيليين قبل أن يتم الإعلان عن زيارة الرئيس السادات إلى القدس رسميا عام 1977.
وأكد المعهد في تقرير له صدر في 21 فبراير الماضي إلى أن علاقات سالم مع الإسرائيليين وقت مسيرة السلام سهلت له القيام بالكثير من الأنشطة والصفقات التجارية مع تل أبيب، خاصة وأن الكثير من رجال الأعمال الإسرائيليين لهم ماض سياسي أو عسكري، وكانوا يديرون المفاوضات السياسية مع المصريين في الخفاء قبل الإعلان رسميا عن اتفاقية كامب ديفيد، ومع إحالتهم إلى التقاعد أسسوا عددا من الشركات التي كانت تهدف أساسا إلى التطبيع والتعاون مع الدول العربية.
وذكر التقرير أن من أهم هذه الشركات شركة أي أم جي التي تعتبر واحدة من أهم شركات الطاقة في إسرائيل والتي تشرف الآن على عملية استيراد الغاز من مصر، بالاضافة إلى شركة مرحاف والميدبر وغيرها من الشركات الإسرائيلية التي يرأس مجلس إدارتها الكثير من الجنرالات السابقين.
اللافت أن بعض الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت صراحة إلى أن سالم سيخرج سليما من هذه القضية، خاصة وأن التهمة الرئيسية الموجهة إليه في الأساس تتعلق بتورطه في عمليات غسيل للأموال في أوروبا، أما عن التهم الموجهة إليه في مصر فإنها جميعا لم يبت القضاء الاسباني فيها حتى الان، الأمر الذي سيزيد من فرص الإفراج عنه وتبرئته.
المثير أن التليفزيون الإسرائيلي قال إن بعض من رجال الأعمال سواء يوسي ميمان أو غيره من أصدقاء سالم أقترحوا مساندته وإرسال عدد من المحامين له ، إلا أنهم توجسوا وبشدة من هذا الأمر زاعمين أن استقدامهم لمحامين من أجل الدفاع عنه هو أمر لن يصب في النهاية لصالح سالم ولكن على العكس سيزيد من حقد وكراهية المصريين تحديدا له.
ومع الاهتمام الكبير الذي أولاه الإعلام الإسرائيلي بخبر القبض على سالم أهتمت الكثير من الأوساط أيضا بخبر الإفراج عنه، وهو الخبر الذي أهتمت به الكثير من الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية التي استقبلته بسعادة غامرة، ورغم أن اليوم هو السبت وهو يوم عطلة بالنسبة للإسرائيليين غير أن مواقع الصحف الإسرائيلية أولت اهتماما كبيرا بهذه القضية على الكثير من الأصعدة.
فمن جانبها قالت صحيفة معاريف في تقرير لها عبر موقعها على الإنترنت أن الإفراج عن سالم وبكفالة مالية يعتبر أمرا هاما ويجب الاشادة به، بينما وصف التليفزيون الإسرائيلي قرار الإفراج بأنخ قرار "إيجابي" ويجب الاهتمام به على مختلف المجالات.
المثير للانتباه أن هناك من يقرب من 14 ألف قاريء إسرائيلي دخلوا إلى مواقع الانترنت التي كتبت أخبار اعتقال سالم وأهتمت بها، وعلق الكثير منهم عن هذه القضية بأن السبب ورائها هو ما أسموه بالعداء المستحكم للسامية، وهو العداء الذي لا يمكن وبأي حال من الأحوال قبوله خاصة وأنه موجه لإسرائيل، زاعمة أن حسين سالم يدفع في النهاية ثمن كراهية المصريين لاسرائيل.
0 تعليقات
111111111111111111111111111