Subscribe Us

header ads

أمريكا تعيد الابتسامة لأنصار النظام اليمني وتثير غضب معارضيه

يضع كل طرف على الساحة السياسية اليمنية حساباته وخططه ومناوراته في كفة، وما يصدر عن البيت الأبيض والمسئولين الأمريكيين على الكفة الأخرى. وكلما ارتفعت نبرة التصريحات الأمريكية المطالبة لصالح بالتنحي، عمت الأفراح ساحات المعتصمين، معتبرين أن واشنطن قد رفعت غطاء الحماية عن النظام، وكلما جاءت لهجة البيت الأبيض خفيفة ومبهمة، اعتبر أنصار النظام أن ذلك دليل رضا أمريكي ومباركة لاستمرار حكم الرئيس صالح.
 
الشباب المحتجون عبروا في "جمعة الوفاء لأهداف الثورة" عن غضبهم من الموقف الأمريكي، ومنذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن في فبراير الماضي، تأرجح الموقف الأمريكي بين التزام الصمت حينا والتشدد تجاه النظام حينا، والإبقاء على شعرة معاوية معه في أحايين كثيرة.
وكعادة الولايات المتحدة، فقد ظلت مترقبة لما يجري في اليمن عند اندلاع الاحتجاجات، وهو ما دفع الشباب المعتصمين إلى التعبير عن خيبة أملهم تجاه أمريكا التي رأوا أنها تكيل بمكيالين تجاه الثورات العربية، وتدير ظهرها لأحلام اليمنيين خلافا لما فعلت في الحالتين المصرية والتونسية.

في حين كان النظام يرى في ذلك ضوءا أمريكياً أخضر، وان البيت الأبيض يشاطره نفس الرؤية بأن اليمن ليست مصر ولا تونس.

شيئا فشيئا أخذت تصريحات المسئولين الأمريكيين تأخذ منحى الحديث عن ضرورة أن يفي صالح بوعوده، ويشرع فورا في عملية الانتقال السلمي والسلس للسلطة، وهو ما قوبل بارتياح المعارضة، وجوبه بموقف متشنج من أركان النظام اليمني، وتأكيد رفض أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي اليمني.

وبلغ حد الاستياء الحكومي من الموقف الأمريكي اتهام مسؤول يمني بارز لواشنطن بالوقوف وراء العملية التي استهدفت الرئيس صالح وقيادات كبيرة في الدولة عندما كانوا يؤدون صلاة الجمعة بدار الرئاسة في 3 يونيو/حزيران الجاري.

واشنطن تدعم الدستور اليمني

وجاءت التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على هامش حضورها اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في ابوظبي والتي أكدت فيها أن واشنطن تدعم انتقالا سلميا ومنظما وفوريا للسلطة بما يتناسب مع الدستور اليمني، لتثير مجددا استياء مناهضي الرئيس صالح الذين طالبوا أمريكا في تظاهرات الجمعة بعدم التدخل في الشأن اليمني، مقابل اهتمام رسمي بتلك التصريحات عبر مختلف وسائل الإعلام الحكومية، وابتهاج من انصار الرئيس الذين ارتفعت معنوياتهم في وقت كانوا يعيشون حالة ارباك جراء حادثة مسجد الرئاسة التي اصيب فيها صالح وعدد من كبار معاونيه.

وفي هذا الإطار وصف قيادي في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم تصريحات الوزيرة كلينتون بشأن حل الأزمة السياسية في اليمن بأنها تمثل تحولا ايجابيا يعكس إدراكا حقيقيا من قبل المجتمع الدولي للأوضاع في اليمن حتى ولو جاء هذا الإدراك متأخرا.

وقال عبد الملك الفهيدي الذي يرأس تحرير الموقع الإخباري للحزب الحاكم لـ"العربية.نت" تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية الأخيرة عن اليمن، والتي وصفت فيها الدستور اليمنى بالدستور القوى، وأكدت أن أى تحول أو انتقال أو تغيير يجب أن يتم وفقا للدستور، هو تصريح بلا شك يستحق الوقوف أمامه باعتباره يعكس إدراكا، ولو متأخرا، من قِبل المجتمع الدولي حيال الأزمة السياسية فى اليمن، مشيرا إلى أن ذلك يتناغم مع ما يؤكد عليه الرئيس صالح باستمرار من ان أي تغيير لا بد ان يكون وفقا للدستور وفي إطار الشرعية الدستورية.

وتابع قائلا: "منذ أعوام والغرب يتحدث عن ضرورة دعم الأنظمة الديمقراطية فى الشرق الأوسط ومساعدة الدول التي انتهجت هذا النهج تنمويا وسياسيا، لكن تلك الأحاديث انهارت مع غزو العراق واحتلاله، وهو الأمر الذي أدركته الولايات المتحدة والغرب عموما فعاودوا الحديث عن ضرورة الانتقال نحو الديمقراطية، لكن ما حدث فى تونس ومصر جعل الدول الغربية تستغل تلك الأحداث لتسعى لنشر ما سمى بـ "الفوضى الخلاقة" دون استيعاب أن لكل بلد خصوصياته الثقافية والسياسية والديموغرافية والاقتصادية".

كلنتون تعبر عن مصلحة بلدها

وفي المقابل يقول الناشط السياسي و المتخصص في حقوق الإنسان موسى النمراني: "هيلاري كيلنتون تعبر عن مصلحة بلادها، وهي مهتمه بأن يحدث انتقال صوري للسلطة بشكل هادئ، بحيث تحافظ على مصالح الولايات المتحدة التي رتبتها جيدا مع نظام صالح وتخشى عليها من المجهول في حال خرجت الأمور عن نطاق السيطرة والمألوف".

وفي السياق ذاته، يرى المحلل السياسي صدام أبو عاصم أن أمريكا في كل سياساتها الخارجية لا تراعي شيء سوى مصلحتها، وفي تدخلها في الشأن اليمني سواء كانت لمفردها أو بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية الأخرى فهي بالطبع، واضعة هذا الاعتبار ولذا طالما ترددت ولا تزال في مسألة الثورة الشبابية السلمية والتغيير ودعمهما في اليمن.

وإن كانت في الأخير تأكدت أن بقاء علي عبد الله صالح لم يعد صالحاً لها فهي بنفس التوقيت لم تجد ربما البديل المناسب الذي لاتزال هي حتى اللحظة تفصله هي على مقاسها.

إرسال تعليق

0 تعليقات