بروكسل (رويترز) - يمنح وصول طائرات امريكية بلا طيار الى ليبيا دفعة نفسية للمعارضة المسلحة التي تقاتل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي لكنها ليست "حلا سحريا" لكسر الجمود في الحرب.قرار
الرئيس الامريكي باراك اوباما ارسال طائرات دون طيار من طراز (بريديتور) كان مهما في اظهار ان واشنطن تعود مرة اخرى وعلى مضض الى خط الجبهة للمعركة بعدما اظهرت القوى الاوروبية فرنسا وبريطانيا قدرات محدودة في قيادة الحملة الجوية لحلف شمال الاطلسي.وفي حين سيعزز نشر هذه الطائرات القدرات الغربية ضد قوات القذافي لكنه يظهر ايضا مدى عدم رغبة اعضاء في الحلف المجازفة بان تمنى بخسائر في صفوف قواتها عبر استخدام طائرات بطيار تحلق على ارتفاع منخفض والتي من شأنها ان ترجح كفة ميزان الصراع.
ذكر شاشانك جوشي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن ان نشر هذه الطائرات دون طيار يعكس الممانعة الامريكية في توفير طائرات بطيار تحلق على ارتفاع منخفض مثل ايه-10 (صائدة الدبابات) وايه سي-130 الحربية التي ضغطت فرنسا على الاخص لاستخدامهما.
وقال جوشي "انها سبيل لارضاء الفرنسيين والبريطانيين. كما تعيد الامريكيين لابعد مما اراده (الرئيس الامريكي) باراك اوباما و/وزير الدفاع الامريكي/ روبرت جيتس لان هدفهما كان مجرد دعم القوات الاوروبية ومساعدة حلف شمال الاطلسي دون الاضطلاع بالدور الرئيسي.
"لكنها اعتراف بأنه في ظل تنفيذ ست اعضاء اخرين فقط بالحلف ضربات جوية وقيود الموارد فانها توفر شيئا لا يستطيع البريطانيون والفرنسيون تنفيذه."
كانت بداية طائرات بريديتور في ليبيا لا تبعث على الثقة رغم ايقاعها قتلى في افغانستان وباكستان عندما يكون الجو صحوا.
وقال الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة ان الطائرتين اللتين ارسلتا يوم الخميس اضطرتا الى العودة بسبب سوء الاحوال الجوية.
وسعى رئيس كارترايت الاميرال مايك مولن الى خفض سقف التوقعات قائلا انه في حين ان الضربات الجوية الغربية دمرت ما بين 30 و40 في المئة من قوام القوات البرية للقذافي فان الصراع في ليبيا يتجه نحو طريق مسدود.
وقال دوجلاس باري الخبير في الطيران العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن "طائرات بريديتور لن تكون حلا سحريا في سياق عسكري اذ ان من الصعوبة بمكان ان يكون لديك حل سحري واحد.
"لكن نشر طائرات دون طيار على نطاق واسع سيتيح للتحالف وجودا مستمرا فوق المناطق المهمة وسيساعد في تغطية النقص النسبي في الطائرات الهجومية."
وذكر تيم ريبلي الخبير العسكري بمجلة جينز الدفاعية الاسبوعية الامريكية ان هناك دافعا نفسيا واضحا للاعلان مع الاخذ في الاعتبار ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) قالت في وقت سابق من الشهر الحالي ان طائرتين غير مسلحتين من طراز بريديتور وطائرة دون طيار اكبر من طراز "جلوبال هوك" تشاركان في عملية ليبيا.
واضاف "جرى ارسالهما كسبيل لتكثيف الحرب الجوية وللاستفادة من القدرات الغامضة والمرعبة لهذه الاسلحة في ممارسة ضغط على النظام الليبي ولتهدئة الرأي العام الداخلي في الغرب (القلق) من ان الحرب تتجه الى طريق مسدود."
وقال جوشي ان طائرات بريديتور لن تكون كافية بمفردها لكسر حصار مستمر منذ سبعة اسابيع لمدينة مصراتة اخر معقل للمعارضة في غرب ليبيا.
واضاف "يشير كثيرون الى ان هذا من الامثلة الاخرى على تدخل قوى يحاول احداث تغيير عسكري كبير من على ارتفاع الاف الاقدام في الجو بدلا من المجازفة بالافراد."
وتتميز الطائرات دون طيار عن الطائرات الهليكوبتر والطائرات الهجومية التي تحلق على ارتفاع منخفض بقدرتها على البقاء فوق ميدان المعركة فترة اطول واصابة اهداف ارضية مع حصانة من الاستهداف مقارنة بالطائرات الاخرى. لكن بالاعداد الموضحة في ليبيا توجد قيود على ما يكمن ان تفعله.
وقال البنتاجون ان عملية النشر تتضمن دوريتين من طائرات بريديتور يمكن لكليهما حمل صاروخي هيلفاير.
ويقول محللون ان هذا يعني ان ما اجماليه ما بين ست وعشر طائرات ربما تنتشر فوق ليبيا في وقت واحد مقارنة مع 50 دورية في افغانستان وباكستان وهما اصغر مساحة من ليبيا.
وقال باري "ستود نشر عدد اكبر من الطائرات دون طيار اذا كانت متوفرة" مشيرا الى ان هناك قيودا على عدد الطائرات الذي ينشر دون التأثير على المهمتين في افغانستان وباكستان.
وقال ريبلي "طائرات بريديتور لديها القدرة على تغيير الامور لكن في منطقة محدودة فقط. سينشرون دوريتين فقط وهو ما يعني منطقة ضيقة جدا. لذا فانها اجراء تكتيكي اكثر من كونها ذات أثر استراتيجي."
وقد يكون الاثر النفسي على قوات القذافي كبيرا باثنائها عن المغامرة بالخروج في الاماكن المفتوحة لكن طائرات بريديتور لا يمكن ان تحل محل الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض بشكل كامل.
واضاف ريبلي "الطائرات الهليكوبتر اقرب كثيرا الى المعركة ويمكن للطيارين رؤية ما يدور."
وقال باري ان الطائرات بلا طيار استخدمت بفاعلية في العراق ضد المسلحين في مدينة الصدر لكنها كانت مدعومة في ذلك الوقت بطائرات هليكوبتر حربية.
ومما يثير قلق القوات الغربية هو اسكات اسلحة القذافي المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف والتي يصعب رصدها وصدها.
وقال باري "لديهم عدد كبير من صواريخ سطح-جو التي يحملها الافراد وبعض الانظمة الروسية الحديثة التي يتم تركيبها على المركبات لذلك فهناك تهديد حقيقي وموثوق فيه على الارتفاعات المنخفضة."
0 تعليقات
111111111111111111111111111